الإبلُ الظمآنةُ
مَنْ ظلَّ مِنَ المفتونين
بشدِّ حبالِ الوصلِ إذا قُطِعَتْ ؟
أو غارَ الحقدُ المدفونُ لتجريفِ
مَودة نيبٍ نحو َخصالٍ
شردها الباغي ؟
فيعيدُ الخِشْفَ إلى الأمِّ قُبَيلَ تَمَزُّقِهِ
مَنْ ظلَّ يُراوِغُ ما يمكرُ مهووسونَ
بإبادتِنا ؟
حتى يُلقيهِمْ
في قِعْرِ حِمامِ لا مخرجَ منهُ
مَنْ ظلَّ ينادي أنْ نَتَمَسَّكَ
فيما كانَ عليهِ الآباءُ من الطُرقِ
المأمونةِ في رَدْعِ المُتَربِّصِ فينا
مهما يحملُ من أسلحةٍ فتّاكة ؟
لكنْ أين الآنَ لبيبٌ
يَفقهُ أيّ مكانٍ نقصدُ حتى
نوردَ فيه الإبلَ الظمآنةِ ؟
ضَعُفَ المنكوبُ بأنْ يقوى
كيفَ يردُّ الطعناتِ على الناكبِ
فالحالُ يباغتُنا بمرارةِ تَيْهٍ
في عتمةِ صُنّاع غبارٍ ينفُثُهُ
الأشرار
للآنَ لدى الشرق الأوسط
بعضُ قناعاتٍ
لم تدركْ فيها أنَّ خططاً رُسِمَتْ
منذُ سنينٍ طالتْ مَهَّدَ فيها
الأفّاقونَ
إلى أنْ داسوا عتباتِ الدار
هي ليست كُتَلٌ
مِن رَدِّ الفعلِ
يسوقُ مراميها فيضُ مشاعر
لا تُسمِنُ أو تغني من جوعٍ
هي أفكارٌ يتداولُها العَرّافونَ
إلى أن يصِلوا
نحوَ مفاتيحِ الحكمةِ
قتلاً تشريداً
وإبادةِ مَنْ ظلَّ مِنَ الأحرار
د. محفوظ فرج المدلل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق