الجمعة، 21 مارس 2025

رمضانيات/د احمد محمد شديفات مجلة روائع الشعر والنثر وفرسان الحرف

 بسم الله الرحمن الرحيم

رمضانيات

{{... الرِّيحِ ‏ ‏الْمُرْسَلَةِ...}}

هذه من صفات وميزات وشيم الرسول محمد الصادق الوعد الأمين...

وهذا وجه الشبه بين{الرِّيحِ ‏ ‏الْمُرْسَلَةِ بالخير }وصفاته صلى الله عليه وسلم من جوده وكرمه وبذله وعطائه وصدقته...فالريح المرسلة تحمل بشائر كثيرة الى كل ما خلق الله وهو كذلك....

الحديث عن ابْنِ عَبَّاسٍ ‏ ‏قَالَ ‏:- ‏

‏ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏:- أَجْوَدَ النَّاسِ وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ...

فالجود هو منتهى البذل والعطاء وهي صفة ملازمة له صلى الله عليه وسلم حتى عرف بها وهي من خصائله فكان أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان، فعلينا أن نقتدي بنبينا عليه الصلاة والسلام

حِينَ يَلْقَاهُ ‏ ‏جِبْرِيلُ...

أفضل لقاء مع الروح الأمين جبريل عليه الصلاة والسلام  مع رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم ‏لقاء مثمر ومشرق خاصة في رمضان لهدف نبيل وهو تدارس القرآن....

‏وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ...

لقاء يومي من الرسول صلى الله عليه وسلم مع جبريل عليه الصلاة والسلام  في كل ليلة من ليالي رمضان يدارسه القرآن...فالليل وقت السكون والهدوء والمناجاة والتدارس

هذه المذاكرة بين اثنين أحدهما قارئ والآخر يراقب ويصحح وهذا هو أفضل تدبر وتلاوة وتحسين وتجويد ومتابعة في المشافهة والسماع بين حافظ ومتعلم،

فَرَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ ‏ ‏الْمُرْسَلَةِ ‏}} الحديث في فتح الباري/حديث/5

فالجود:- هو أعلى مراتب  درجات البذل والعطاء والسخاء عن نفس رضية كريمة بكل أريحية ومحبة على من يستحق الصدقة رجاء الثواب وطلب الأجر من الله، وقد تميز صلى الله عليه وسلم بصفة الجود على الناس كافة بهذه الشهادة الفعلية له

وأسلم أناس من قَوْمه فقَالوا: إِنَّ مُحَمداً يُعْطِي عَطَاءَ مَنْ لا يَخْشَى الفَقْرَإذا مِتّ ظَمْآناً فَلا نَزَل القَطْرُ"

وفي فترة قدوم أيام رمضان يزيد العطاء منه عليه الصلاة والسلام تعليما وتربية وعطفا وحنانا على المساكين والأمثلة في هذا الباب كثير ولا يوجد لها نظير......

فالمؤمنون مدعوون لمتابعة تلك الصفات المذكورات أعلاه  بالاقتداء بِهِ عليه الصلاة والسلام

{... وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ...}38 سورة محمد

فالفرصة متاحة في رمضان لكل إنسان في أيام معدودات فكل يوم عبادة مستقلة وصفحة جديدة تتجدد بالنية وتسجل فيها كل الأعمال الصالحة، ومن فاتته فرص العمر فقد لا تعود ثانية فبادر قبل أن تغادر وسارعوا وتنافسوا في الصدقات والأعمال الصالحة بأنواعها ..

لعل صدقة أو دعاء أو لقمة في بطن جائع أو علاج مريض أو مساعدة طالب علم أو فقير فلم يعد يحصى فقراء العرب والمسلمين وقد رأينا بأعيننا طناجر أطفال غزة وفلسطين تلوح فارغة من الغذاء والعجين وموائدنا الرمضانية تعج بكافة أنواع وأشهى المأكولات والمشروبات حتى حد التخمة ويزيد في حاويات النفايات والبراميل  ونبخل أن نتقاسم مع أهل غزة وفلسطين لقمة شظف العيش مع أؤلئك المساكين...

وتأمل وكل الذي فوق التراب تراب... إذا مِتّ ظَمْآناً فَلا نَزَل القَطْرُ على إنسان

تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات / عضو اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق