لا تقرأ القرآن وانت شارد الفكر/د احمد محمد شديفات مجلة روائع الشعر والنثر وفرسان الحرف

 بسم الله الرحمن الرحيم

"... لا تقرأ القرآن وأنت لاهٍ شارد الفكر..."

ومنه تجد أن شهر رمضان أخذ الكرامة والشأن والرفعة من نزول القرآن فيه

قال الله تعالى {{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَان...}184البقرة

وقد زاد شهر رمضان منزلة على الأشهر نزول القرآن في ليلة القدر فأخذت هذه الليلة قدرا عظيما وخيرا عميما لا يحده زمان ولا مكان

قال الله تعالى{{... إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ...}}

وشرفا له هذه الليلة تشهدها الملائكة المقربون وهي ليلة أمر وسلام واطمئنان...

قال الله تعالى{..تنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ...

وعلى هذا :- لا تقرأ القرآن الكريم وقلبك لاهٍ وفكرك مشغول فانت لا تصل المقصود...

أقرا القرآن الكريم وكأنه ينزل عليك للتو لعلكم ترحمون ...

أقرا آيات القرآن الكريم آية آية وحرفا حرفا فكل ذلك فيه حكمة وعظة ورحمة...

أقرا آيات القرآن الكريم كأنك خبير تتفحص ألفاظه ومعانيه...

أقرا القرآن الكريم بينك وبين نفسك دون جلبة وتشويش بمعنى أجعله في خلوتك...

أقرا القرآن الكريم في أفضل الأوقات فهي فرصتك الوحيدة التي تسجل لك خاصة جوف الليل...

يقولُ القرآنُ : مَنَعْتُهُ النومَ بالليلِ، فشَفِّعْنِي فيه ؛..."

لا تقرأ القرآن الكريم إلا وأنت طاهر القلب والبدن والثياب فهو يطهر ذنوبك ويستر عيوبك...

أقرا القرآن الكريم على كل شيء لك وأهلك وبيتك فترى نوره يملأ ذلك المكان...

الآية "قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ﴿١٥ المائدة﴾

لا تنقطع عن تلاوة القرآن الكريم فتفقد الشيء الكثير فهو نورك ودليلك وسبيلك ورفيق حياتك...

أقرا لكي تُعلم غيرك القرآن الكريم ليسجل لك في صحيفتك ليوم الدين...

أقرا آيات القرآن الكريم ومنها تتبع طريق الصالحين والمحسنين والصادقين لتنال درجتهم...

أقرا آيات القرآن الكريم لتعرف قصص التائبين وتتجنب طرق العصاة المذنبين والأشقياء الكافرين

أقرا القرآن الكريم على نفسك ومن تحب  فكل حرف هو حرز لك من الشيطان، ويقربك للرحمن..

أسمع وأنصت لكل آية من القرآن الكريم يتلى عليك فهذا القرآن كتاب هداية وشفاء من الأمراض والأسقام الحسية والمعنوية التي تخالط بدنك وتزيل همك ...

الآية "وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ"82 الإسراء

" قال الله تعالى {... قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ...}

أقرا القرآن بنية الطاعة والعبادة والإخلاص فلك بكل حرف عشر حسنات، ويمحو الله عنك السيئات...

أقرا القرآن وتوقف عند كل آية فيها رحمة فأسال الله الرحمة، وعند كل آية فيها عذاب فاستعيذ بالله من العذاب كما كان يفعل صلى الله عليه وسلم

فعَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ قُمْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً فَقَامَ فَقَرَأَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ لَا يَمُرُّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ إِلَّا وَقَفَ فَسَأَلَ وَلَا يَمُرُّ بِآيَةِ عَذَابٍ إِلَّا وَقَفَ فتعوَّذ..." راوه أبو داود (873)

فالقرآن الكتاب الوحيد الذي ورد الأجر على قراءته  "من قرأ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقولُ (الـم) حرفٌ ولكنْ (ألفٌ) حرفٌ و(لامٌ) حرفٌ و(ميمٌ) حرفٌ" أخرجه الترمذي2910

ومن هنا كان القرآن وسيلة سكينة لكافة المخلوقات... ففي الحديث عنِ البُراء بنِ عَازِبٍ رضيَ اللَّه عَنهما قَالَ: كَانَ رَجلٌ يَقْرَأُ سورةَ الكَهْفِ، وَعِنْدَه فَرسٌ مَربوطٌ بِشَطَنَيْنِ فَتَغَشَّته سَحَابَةٌ فَجَعَلَت تَدنو، وجعلَ فَرسُه ينْفِر مِنها. فَلَمَّا أَصبح أَتَى النَّبِيَّ ﷺ. فَذَكَرَ له ذلكَ فَقَالَ: تِلكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلتْ للقُرآنِ }}

تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات/ عضو اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين