بسم الله الرحمن الرحيم
رمضانيات
{{ المحطة الأخيرة }}
ها هو رمضان قد حزم ووضَّب أمتعته بالخيرات والطاعات والصلوات والدعوات والصدقات الحديث"...يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ كلُّ عمَلِ ابنِ آدمَ له إلا الصيامَ فهو لِي وأنا أجزِي بِهِ..."ها هي مدة المسارعة والمسابقة والسوق الخيري أوشكت على الانتهاء والانفضاض...
على أمل العودة بعد عام واحد تقريبا فهل يجد أصحابه يستقبلونه كما ودعوه أو أن البعض ودعه الوداع الأخير...
بعض الناس أنتهى من رمضان في المحطة الأولى في ليلة السابع والعشرين قد أحياها وأقام ليلها وصام نهارها ونسي أو انشغال عن سلة الخيرات التي مازالت ثمارها دانية ناضجة قد حان قطافها فقد نبه صلى الله عليه وسلم أن ليلة القدر في الليالي العشر الأخير من باب اليقظة والاهتمام والإلمام ، فالمحطة الأخيرة قد تكون ليلة التاسع والعشرين من رمضان، فقد قال المبعوث رحمة للعالمين{ الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا " ، وَعَقَدَ الإِبْهَامَ فِي الثَّالِثَةِ " الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا " ، يَعْنِي : تَمَامَ الثَّلاثِينَ .
إذن قافلة الحسنات مازالت تسير على وقائمة في رمضان محملة ومحاطة بالخيرات حتى يضع الشهر الفضيل رحاله ، فكما كان الاهتمام في السابع والعشرين كذلك يكون في التاسع والعشرين..
قال عطاء عن ابن عباس : ذكر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجل من بني إسرائيل حمل السلاح على عاتقه في سبيل الله ألف شهر ، فعجب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لذلك وتمنى ذلك لأمته ، فقال : يا رب جعلت أمتي أقصر الأمم أعمارا وأقلها أعمالا ؟ فأعطاه الله ليلة القدر ، فقال : ( ليلة القدر خير من ألف شهر ) بقدر ما حمل ذلك السلاح في سبيل الله ، لك جائزة ولأمتك إلى يوم القيامة...
إذن مازالت الحملة قائمة بعون الله بالقيام والصيام والاعتكاف ولن نغفل عن الليلة الأخيرة فقد تكون ليلة القدر وفيها ما فيها...وما أدراك ما ليلة القدر...فالله سيدريك ماهي ...فهي سيدة الليالي
{{ ليْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3)
تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4)
سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ}}
إذن القبول يحتاج التأني والمصابرة والتسليم لله والدعاء له والصيام والصلاة وكافة العبادات فساعة القبول قد تقصر وقد تطول فأنت قد شارفت على حصولك على الجائزة الثمينة العتق من النار فلا تفوت وتفرط بعمل الخير أن تكمله على وجهه الأحسن والأمثل....
الحديث " إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكمْ عملًا أنْ يُتقِنَهُ"
قال تعالى:- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا ،،،، وَصَابِرُوا ،،،، وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }{آل عمران200} إذن لابد من الهمة والمرابطة والاستمرار والعطاء الأخير لعلكم تتقون فإذا وضعت كل هذا الجهد وتركت الليلة فقد تخسر ...فقد لا يكون في العمر رمضان آخر وليلة قدر فيها من الخير أكثر مما في ثلاثة وثمانين عاما ،،،،،
تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات / عضو اتحاد رابطة الكتاب والأدباء الأردنيين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق