بسم الله الرحمن الرحيم
قبس من نور
"وَإِذۡ یَمۡكُرُ بِكَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟..."
يبقى القرآن الكريم هو المرجع لحل مشاكل المسلمين ففيه نبأ الأمم السابقة ومستقبل هذه الأمة في الهداية والقيادة إن هي عملت وفق منهجيه وخلاف ذلك ضياع وخسران،،،
العنوان أعلاه جاء ضمن آية 30 من سورة الأنفال في ترتيب باقي ما بقيت حياة المسلمين:-
وَإِذۡ یَمۡكُرُ بِكَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟
لِیُثۡبِتُوكَ
أَوۡ یَقۡتُلُوكَ
أَوۡ یُخۡرِجُوكَۚ
وَیَمۡكُرُونَ وَیَمۡكُرُ ٱللَّهُۖ وَٱللَّهُ خَیۡرُ ٱلۡمَـٰكِرِینَ"
رسم بياني واضح في طرق المكر...فالمكر وسيلة وغاية الكفر للوصول إلى هدف مبيت فقد مكر الكفار بالرسول عليه الصلاة والسلام واليوم يعاد تطبيقه على المسلمين،
ومن النعم التي أنعم الله بها على رسوله والمؤمنين نعمة النصر رغم مكرهم، فالظروف التي مرت به صلى الله عليه وسلم كانت من الصعوبة والمشقة مما أثبت ذكرها في القرآن الكريم من أجل أن يعتبر أولو الألباب والأبصار أن هذه الأحوال التي ظن الكثير أنه لا خلاص ولا مناص منها منها تنجلي بأمر الله "إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا " آية 10 الأحزاب...
وإن عدت لأيام غزوة الأحزاب تجد التاريخ يعيد نفسه تمَّ الاتفاق بين الأحزاب على أن تُشارك غطفان في عسكر الحُلفاء بستةِ آلاف مُقاتلٍ، مُقابل دفع اليهود لهم كُل ثِمار النخل من خيبر لمُدةِ سنة، وشاركت قُريش بأربعة آلاف مُقاتلٍ،
حرب اليوم ماكرة جدا كأهلها وهي كارثية بانت أهدافها وصرح بها العديد من أصحابها وجيشت الجيوش لتنفيذ خطة المكر والخداع من عسكريين متنفذين سابقين لهم باع طويل في قتل المسلمين،
فالأهداف المرسومة سابقا ولاحقا هي هي :-
لِيُثْبِتُوكَ :- التثبيت منع حركة أي مسلم من المطالبة بحقه بأي صفة كانت؟!،سواء تقيد حريته أو سجنه أو منعه الدفاع عن نفسه أو وصمه بصفة الإرهاب ...
أَوْ يَقْتُلُوكَ :- أي كتم أنفاس أي مسلم وقتله سواء أكان طفلا أو امرأة رجلا مسنا أو عجوزا مريضا أو صحيحا وتدمير كل ما فوق الأرض بأي وسيلة متاحة دون رحمة أو شفقة والسكوت والتكتم على ذلك...وأما ما تحت الأرض من الأنفاق بدأ التفكير جديا تجربة خنق المقاومة بالغاز المميت بحجة القضاء على المقاومة...الخ
أَوْ يُخْرِجُوكَ:- التهجير ليست وسيلة جديدة فهي أداة قمع وتنكيل وتشريد وإفساح المجال للاحتلال الجديد وإحلال مرتزقة في أرض مسلمة عربية...إذن هذا هو المكر إما تقيد وسجن أو قتل والوسيلة الأخير تهجير وتشتيت ومع هذا لا حول ولا قوة للأمة بعد هذا الهوان إلا النصر من الله وتأتي الخاتمة"...وَیَمۡكُرُونَ وَیَمۡكُرُ ٱللَّهُۖ وَٱللَّهُ خَیۡرُ ٱلۡمَـٰكِرِینَ"
تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات/ الأردن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق