بسم الله الرحمن الرحيم
قبس من نور
"...أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ..."
أنظر دقة التعبير القرآني في قرى إذن ليست قرية واحدة وإنما قرى متعددة حسب فئاتهم عبارة عن بؤر استيطانية كما الحال في الأراضي الفلسطينية ...
ثم تصور دلالة وإشارة كلمة "محصنة" توحي اليك شدة التحصين في كل ما يخطر على بالك من حذر إلا أنه لن ينفع حذر من قدر، ، وهذا يوحي اليك شدة الخوف كونهم معتدين على فلسطين وأهلها ...
وتبقى الدقة في الألفاظ القرآنية "أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ" الحديث الآن عن وسيلة جديدة غير معهودة وهي الاحتماء بالجدر كما وردت في القرآن، وما حصل في هدم جدار الفصل العنصري في غلاف غزة قبل أيام رغم تحصينه ،
خذ بالك ليس جدار واحد وإنما جُدُرٍ جَمْعُ جِدارٍ احتياط زائد وتحصين منيع والخَائِفُ عادة يتَوَارَى بِالجِدَارِ وغيره كحال هؤلاء ....
نأتي لنقف عجبا ونظرا وفكرا أمام تحقق الظواهر وحقائق الآيات القرآنية وهي تحدثنا عن واقع الجدر العنصرية كما هي الحال عليه الآن،
عرفت من خلال مطالعتي عدد من الجدر اليهودية قياسا واستخلاصا على ما جاء في القرآن الكريم في سورتي الحشر والأحزاب منها على سبيل المثال :-
جدار خط بارلييف الترابي الذي جاء ذكره في حرب رمضان 1973 وجدار ملحي أقيم ما بين دولة الكيان الصهيوني والأردن، وجدار الفصل العنصري أو ما يسمى الأمني داخل الأراضي الفلسطينية وجدار الردع الأمني وهو امتلاك ترسانة الأسلحة النووية الوحيد في المنطقة العربية.... وسوف أتكلم بإيجاز قد الإمكان عنها ،ولمن أراد الازدياد والبحث والبيان فهذا واجب الباحثين لبيان شرور الأشرار المعتدين...
نبدأ أولا :- جدار خط بارلييف وهو على اسم أحد قادة العدو وهو ساتر ترابي على طول الساحل الشرقي لقناة السويس بارتفاع 22م،والحمد الله فشل هذا الجدار في حمايتهم وانهزموا شر هزيمة...
ثانيا :- الجدار الملحي وهي فكرة أحد قادتهم "يواف" ومكوناته من أملاح البحر الميت على طول الحدود الأردنية من جهة وادي عربة بطول 45كم وبارتفاع 13م لرد المتسللين نحو فلسطين ...
ثالثا:- جدار الفصل العنصري ويقع ضمن الأراضي الفلسطينية ويسمى غلاف القدس أو الحزام الأمني...طول هذا الجدار 770كم منها 142كم في المنطقة المحيطة بالقدس، من الإسمنت المسلح ويتفاوت الأطوال من 5-9م وهو أشد ضرر على أهل فلسطين بسبب اقتطاع أراضيهم وطرقاتهم ومنع ذهابهم الى حقولهم...
ويتميز هذا الجدار بالذات في عرضه في بعض المواقع 60-150م ، ووجود أسلاك شائكة تحيط به، وجود خندق بجواره يصل عمقه 4م وعرضه نفس الحجم من أجل منع مرور المركبات والمشاة إلا من البوابات المخصصة، وله طريق خاص للدوريات الأمنية، وطريق محاذي للجدار تربي مغطى بالرمال للكشف عن أثر المتسللين حرص شديد، ووجود سياج كهربائي يحيط به يؤذي كل من يقترب منه، وعليه أبراج مراقبة مزودة بكاميرات وأجهزة استشعار دقيقة جدا....الخ
رابعا:- ترسانة الأسلحة النووية باختلاف أنواعها هي عبارة عن جدر من رؤوس نووية حربية فتاكة وهذه الترسانة لا تخضع لرقابة أية جهة دولية ولا يعرف أحد عنها شيئا ومخفية طبعا بفعل كافة الدول الاستعمارية الغربية والشرقية والاسلامية والعربية سكوت مطبق وكأن القوم على رؤوسهم الطير ، لماذا هذه كله يراد حفظ أمن واستقرار هذا الكيان المصطنع بالقوة ، وكأن في الأمر تحدي من الإنسان لما جاء في القرآن الكريم ...
أما الجدر التي صرحت بها السنة النبوية عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ)رواه مسلم
تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات/ الأردن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق