بسم الله الرحمن الرحيم
من هدي النبوة
"... وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدْ اقْتَرَبَ ..."
عنوان ينبئ بأمر خطير وحوادث جسام وسنين صعاب وتفرق العرب وهذا هو الحال منتهى البلاء
ففي الحديث عن زينب رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعاً يقول :-
( لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدْ اقْتَرَبَ ، فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ ، وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ الإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا . قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ : فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ"
دعاني فضولي أن أتذكر هذا الحديث ما قاله النتن أمام مجموعة من جنده ---
قال " عالمنا يشهد اضطرابات، في الشرق الأوسط
يواجه محور الإرهاب بقيادة إيران
إسرائيلَ وأمريكا وأصدقاءنا العرب..."
الذي أثار اشمئزازي إقراره بهذه الصداقة العربية مع النتن وهو يعلناها صراحة؟
قال الله تعالى :- وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " آية 51 المائدة...
إذن النتيجة أصدقاء المجرم مجرمون مثله، فأين ذهبت أرواح شهداء الجيوش العربية ودماءهم الطاهرة الزكية ومجهوداتهم الحربية التي اقتطعت من لقمة عيش المواطن العربي من أجل القضية زورا وبهتانا كله ذلك ذهب أدراج الرياح(وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًاآية23) الفرقان
هذا الحديث فيه تهديد ووعيد شديد اللهجة لا يستثني أحد من العرب فقد أعذر من أنذر صلى الله عليه وسلم فهو دعوة بالثبور والهلاك خصا ونصا الويل كل الويل للعرب والعرب بالذات دون غيرهم من الأمم إذن الشر آت وهو على مقربة إشارة بين حركة السبابة والإبهام فهو ليس أوهاما وتخيُّلات فقد بدأ العد التنازلي والقوم في غيهم وغفلتهم سادرون ها هي بوادر النهاية تشريد وتجويع وتهجير وقتل ممنهج وما بقي وراء الوراء وراء أو عذر لأحد، فالعرب صيد شريد مطارد متعب مرهق وقف للتو مستسلما ينتظر أجله كي يجهز عليه عدوه...
لما يا نبي الله نهضت فزعا محمر الوجه مرددا لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ! إلا لأمر جلل--- ويْلٌ لِلْعَرَبِ مِن شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ... تسأل زوج النبي مستغربة؟ أنهلك وفينا الصالحون فيجب صلى الله عليه وسلم نعم يا زينب ...لم يعد للصالحين مكان يسعهم للتدخل للإصلاح فالويل جاء على الكل إذا كثر الخبث وهو ما يعكر صفو العروبة معنويا وماديا فحياتنا منسجمة مع تعاليم الإسلام والفطرة السليمة وهذا هو الخلل بعينه؟
ها هي أمواج وأفواج العلوج --يَأْجُوجَ ومَأْجُوجَ-- تموج من كل حدب وصوب- يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ-
قال كبيرهم- في أحدى زياراته رفح، سائلا أحد قادته العسكريين عن عدد المدنيين الذين قتلوا في رفح، أجاب "لا شيء عمليا، باستثناء حادثة واحدة حيث أصابت قنبلة مستودع أسلحة لحماس وقتلت عن غير قصد عشرين شخصا".... هل بعد هذا الكذب كذب أنها جريمة إبادة كاملة الشروط
هل يوجد خبث أكثر مما نحن فيه من ذل وهوان وصمت وخضوع تستباح فيه أعراضنا وتقتل به أطفالنا ونساءنا وشيوخنا ومرضانا .. ونحن نرتع ونلعب في سفور وفجور ونتقلب في أحضان المعاصي بين جنبات الخبث والخبائث ليلا ونهارا...
يا رَسولَ الله، أَنَهْلِكُ وفِينَا الصَّالحونَ" «نَعَمْ، إذا كَثُرَ الخَبَثُ" وما أكثر الخبث وأهله، فانتظروا إذن الويل.......
تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات/ الأردن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق