بسم الله الرحمن الرحيم
قبس من نور
"... حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ..."
حقيقة كلمة الجزية مسمى إسلامي وردت في القرآن الكريم وقد شغلت العالم كله في فرضيتها على المعنيين مما ألحق الحرج ببعض المسلمين وبرر وتمنى أن لا تذكر بهذا المسمى على ممن يعيشون في كنف المسلمين، ولما لها أثر في النفس الإنسانية ماديا ومعنويا مما لا ترتضيه الفطرة السليمة...
فالإسلام حكيم في حسن معاملة الآخرين حينما وضع الجزية وهو يعلم أن لها أبعادا قد لا تدركها بعض العقول وهذا لا يستوجب تركها في أوضح بيان من القرآن الكريم دون محاباة إنسان
قال الله تعالى " قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ" 29 التوبة إذن موضوعها ديني بحت فقد سبقت هذه الآية وتبعتها في نفس موضوع الإيمان فلا حرج في البيان القرآني، أن المقصود والمطلوب الإيمان بوحدانية الله ، وفي حال التخلي عن الوحدانية يحل عليهم العار والذل والهوان والصغار بالإنسان أيا كان "وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ"85 آل عمران
وقال العلماء أن الجزية حقان لأهل الذمة :-
الأول هو الكف عنهم وعدم التعرض لهم بالقتال أو بالأذى،
والثاني توفير الحماية لهم ليكونوا آمنين على ديانتهم وبالحماية محروسين،وهذه الحرية الدينية
هذا عندما كانت السيادة للإسلام على العالمين وأهله عزيزين بالعدالة والرحمة والهداية، فلما أصبحوا شعوبا وقبائل ليس بينهم رابط الدين وتخلى عنهم فأصبحت تضرب عليهم الجزية هم بالذات وتسلب أراضيهم وأموالهم وتسبى نساءهم وتنتهك أعراضهم ويذل أمراءهم وشعوبهم
حتى تنادى عليهم الآخرين قائلا ترامب أن دول حليفة فاحشة الثراء عليها أن تدفع أموالا مقابل حماية الولايات المتحدة الأمريكية لها وأضاف هناك دول لن تبقى لأسبوع واحد من دون حمايتنا، ونشر قواتنا على أراضيها" وفي المقابل صرح أحد الباحثين العرب "أن استثمارات منطقة الخليج واحتياطاتها النقدية وصناديقها السيادية تساعدها على لعب دور كبير في الاقتصاد العالمي"؟!
فعلا صورة دفع الجزية أو الخاوة أو الشرهة أو العلاقات الدولية بغض عن التسمية جاءت في منظر وتركيبة شنيعة فهي إذلال وتحقير بالدفع وهم صاغرين أذلاء ،" فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ"92 التوبة
ولمن أعرض عن تعاليم ربه ينال نفس الجزاء فقد دفعت أموال لا تحصى ولا تعد من قوت الشعوب الفقيرة المحتاجة التي وضعت أمانة تحت رعاية الحكام كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته...
أما الشعوب المسحوقة فقرا وعوزا وهي الأولى بأموالها حرمت منها
"...تَوَلَّوا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ" 92 التوبة
الدكتور أحمد محمد الشديفات/ عضو أتحاد الكتاب والأدباء الاردنيين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق