الثلاثاء، 13 مايو 2025

حين تكتبنى القيثارة/الراقية زكية كبدانى مجلة روائع الشعر والنثر وفرسان الحرف


 حين تكتبني القيثارة


أنا لا أعزفُ… بل أكتب

حين تضيقُ بي الحروفُ، أُوسّعُها بنغمي

وحين يجفُّ المداد

تفيضُ أناملي لحنًا يُنطقُ الصمتَ ويوقظُ الأبجدية.


لا دفترَ يحملني

ولا سطورَ تُقيدني

أنا الحرفُ حين يتجسَّدُ في نغمة

أنا النغمةُ حين تتمردُ على اللحنِ المعتاد

أنا قصيدةٌ لم تُكتب

لكنّها كُتبت في ملامحِ كلّ من أنصت إليّ.


على ضفةِ بركةٍ ساكنة

أجلسُ…

قيثارتي بين يديّ

والماءُ ينسابُ مثل المعنى

والخُضرةُ تتهجّى همساتي

والريحُ تُقلبُ صفحاتي.


هم يظنون أنني فقط أعزف

لكنهم لا يرون أن القيثارة تكتبني

تعيدُ رسمَ روحي على وتر

وتستخرجُ منِّي حكايةً

أكثر صدقًا من كلّ حبرٍ جفَّ على ورق.


أنا لا أقتبس

ولا أُكرّر

أنا أخلقُ الكلمة من صمت

وأغزلُ الشعر من نبضٍ لا يُشبهُ سواه

أنا أنثى تتنفسُ الشعر

وتعزفُ بالضوءِ حين يختنقُ الكلام.


أنا من عزفتُ الحرفَ حتى هام بي

وسكنني كما تسكنُ النارُ موقدها

أنا من سكبتُ المعنى نارًا

لا تُروّض، لا تُروى، لا تُشبَع.


سلْ ضوءَ القمرِ عني

سلْ العشبَ كيف يهتزُّ حين أبدأ

سلِ البركةَ كيف تحكي حين أُنهي

فأنا القيثارةُ…

والقلمُ…

والقصيدةُ التي لا تُعاد .

بقلم الشاعرة زكية كبداني

13/05/2025

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق