عُدْتُ مِنِّي
اِبْتَعَدْتُ،
وَكانَ الدَّمْعُ يَكْتُبُنِي عَلى خَدِّي،
ظَنَنْتُ بِأَنِّي أَسْتَحِقُّ وَجَعِي،
فَشَقَقْتُ الدَّرْبَ وَحْدِي،
زَرَعْتُ الصَّمْتَ فِي قَلْبِي،
وَهَدَمْتُ الحَنِينََ بِكِلْتَا يَدَيَّ.
قُلْتُ: أَسْتَحِقُّ…
ما دُمْتُ لا أَدْرِي عُيُوبِي،
لَكِنَّ نِيَّتِي خَانَتْ،
وَثِقَتِي انْكَسَرَتْ،
وَكانَ حَدِيثُهُمْ وَهْمًا
تَجَمَّلَ بِالكَلامِ أَمَامَ عَيْنِي.
حَكَمْتُ عَلى فُؤَادِي المُتْعَبِ،
المُثْخَنِ الآهاتِ فِي عَجَلٍ،
نَسِيتُ بِأَنَّهُ جُرِحَ…
وَلَمْ يُخْطِئْ.
بَحَثْتُ عَنْ مَفَاتِيحَ لِطَبْعِي،
عَنْ سَلامٍ لا يُرَاوِغُنِي،
وَلا يَخْشَى الحَقِيقَةَ.
سَقَطْتُ…
وَفِي سُقُوطِي كُنْتُ أَبْلُغُ قِمَّتِي،
حِينَ وَجَدْتُ شَفْرَتِي،
فَأَقَمْتُ مِنْ أَلَمِي سِيَاجًا
يَحْرُسُ الإِيمَانَ فِي صَدْرِي،
وَحَرَّرْتُ انْكِسَارِي.
تَرَكْتُ الصَّفْحَ،
لِيَذُوقَ مَرَّ دَمْعِي،
لا لِأَنِّي حَاقِدَةٌ،
بَلْ كَيْ أَعِيشَ بِصِدْقِ ذَاتِي.
تَطَهَّرْتُ مِنَ الزَّيْفِ القَدِيمِ،
وَعَانَقْتُ انْفِرَادَ الرُّوحِ فِي أَسْمَى نُضُوجٍ.
فَلا عَوْدَةَ لِلضَّعْفِ القَدِيمِ،
وَلا رُجُوعَ لِظِلِّي المَهْزُومِ.
اليَوْمَ،
أَنَا السَّيَّافَةُ إِنْ خَانُوا،
أَنَا الشَّاهِدَةُ إِنْ غَابُوا،
وَأَنَا القَصِيدَةُ…
حِينَ يَخْرَسُ كُلُّ صَوْتٍ.
19/05/2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق