السبت، 19 يونيو 2021

ابى/للشاعر محمد الدوبلى الفاطمي مجلة روائع الشعر والنثر وفرسان الحرف

 أبي

أبي أنتَ المعــــــــلّمُ والمديرُ***وأنتَ لأسرتي الشّرفُ الكـبيرُ

وأنتَ من المكارمِ في حياتي***وفي لمساتِكَ الأَملُ المُـــــــنيرُ

منحتَ طُفولتي عطْفا وحبّاً***وكُنـــــــتَ برفقتي أبداً تســـــيرُ

تُلاطفُني وتسْعدُ بابْتسامي***وتسألُني إذا ظهـــــــــــــرَ المثيرُ

أقبّلُ رأسكَ الميْمـــــونَ صُبحاً ***فأشْعُرُ أنّنـــــــــي حقّاً أطيرُ

وحين أصابني المكروهُ أضْحى***حزينَ النّقْسِ أتْعبهُ المصـيرُ

رآني في السّجونِ وكانَ يبكي***وكنــــــتُ أراهُ يكْرَهُ ما بدورُ

أبي الـــــمرحومُ أثّرَ في كيّاني***فَأصــــبحَ قِبْلتي بهِ أسْتجــيرُ

أناديهِ الصّـــــباحَ وفي المساءِ***فأشعر بالرضى جــنبي يسير

بحبّه أستعـــــــيد قــواي دوما***فأشْعُرُ أنّهُ السّــــــــــندُ الكبيرُ

وما أبتي ســـــوى رجلٌ كريمٌ***وفي خلدي المُكافحُ والصّبورُ

ومن عطْفِ الأُبوّةِ قدْ سقاني ***ومنْ كلمانهِ انْتعشَ الضــــميرُ

تحمّلَ نكْســـــــتي بعظيمِ صبرٍ***كَاَنَّهُ في المُصابِ هُوَ الأَسيرُ

يُطمْـــئنُني كلامُهُ بالتّأنّي***وفي دعواتِه الخـــــــــيرُ الكثـــــيرُ

وحين قضى شَعرْتُ بليْلِ يُتْمي***كأنّهُ طالني سقَمٌ خطــــــــيرٌ

إلهي والدي رجلٌ لطــــــــــــيفٌ***وأنتَ بقلــــــــبهِ ربٌّ خبيرُ

دعوتك يا إلهي في صــــلاتي***بأنْ تُجنّبهُ انتقامَكَ يا بصـــيرُ

وأن تُعْـطيهِ مــــــــــنزلةً توازي***جزاءَ أبٍ تـــــعذّب يا قَديرُ

فما لي حــــــــــــيلةٌ إلاّ دعائي***وعفوُكَ في الختامِ هو البشيرُ

وأعتقدُ اعْـــــــتقاداً في فؤادي***بأنّ نعيمَ رحْمـــــــــــتِكَ كَبيرُ

محمد الدبلي الفاطمي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق