السبت، 26 يونيو 2021

نعيش على الهوامش/للشاعرمحمد الدبلي الفاطمي مجلة روائع الشعر والنثر وفرسان الحرف

 نعيشُ على الهوامش

تعدّدت المساوئُ بالصورْ***وقد سقط الخريفُ من الشّـــــجرْ

ولوْلا القرُّ ما ارتعشتْ بلادي***ولوْلا القهرُ ما انْتحرَ البـــشرْ

نعيشُ على الهوامشِ في زمانٍ***به الإملاقُ في وطني انتـشرْ

ومالُ الشّعب أصبح مُستباحاً***كأنّ النّهبَ في وطنــــــــي قدرْ

وما نهبُ الشّعوب سوى انْحلالٌ***سيذهبُ بالجميع إلى ســـقرْ

////

يزوّدنا بطاقته الأمــــــــــــــــلْ***فنسعدُ بالذّهاب إلى العـــــملْ

ومنّا الطّامحون إلى المعالي***ومنّا من تشــــــــــبّع بالحــــــيل

وهذا الفرق في الأشخاص طبع***وتربية يجسّدها المــــــــــثل

فإمّا أن يكون الشّخص حرّا***يفكّر في الأداء وفـــي الأمــــــل

وإمّا أن يكون بلا ضمير***يراوغ في الأداء بلا خــــــــــــجل

////

تطبّعت النّفوس على الطّمع***فساد السّحت وانتشر الجشـــــع

وهذا الطّبع شرّ مستطير***تجدّده الضّلالة بالبــــــــــــــــــدع

وإنّ ثقافة التّضليل مكر***بها الإرهاب ضلّل فاتّـــــــــــــــسع

ألم تر كيف صدّقها شباب***فكانت طعـــنة لمـــــن انخــــدع؟

وهذا واقع لا لبس فيــــــه***يشخّص بالنّوائب ما وقــــــــــــع

////

دعوني أستعيد شهيق صدري***فإنّ الدّهر بالأعمار يجـــري

أحسّ بأنّني مازلت حيّا***ومازال اليراع يقود فــــــــــــــكري

أقاوم بالحروف ضلال قوم***وكيف سأستمرّ؟ فلســــت أدري

وفي عجز الرّقاب أرى غباء***تغلغل في العقول فحار أمـري

وما أدري لعلّ الله يوما***سيشعل شمعة في جوف صــــدري

////

تعثّر في ثقافـــــــــــتنا اليراع***ومن أطفالنا انتقم الضّـــــباع

مدارسنا مناهجها استحالت***إلى رقع يفـــــــصّـــلها الرّعاع

وعجز العاملين بها فظيع***عواقبه يشخّـــــــصها الضّـــياع

ألمّ بأسرة التّعليم ضعف***وعن تدريسها سقـــــــط القــــناع

ولا أدري متى تصحو بلادي***وكيف سيرتقي هذا القطاع؟

////

أضعنا في مدارسنا الأمانه***وفضّلنا التّورّط في الخــــــيانه

نعلّم نسلنا لغوا عقيما***ونزعـــــــــــم أنّنا نرعـــــى الأمانه

نلقّنهم بلا فهم مبين***ولا لغة تعين علــــى الصّـــــــــــــيانه

وقد دقّ الأسى جرسا مخيفا***ودمدمت الجــــــــرائد بالإدانه

وما التّرقيع في التّدريس إلاّ***كمهزلة يراد بها الإهـــــــــانه

////

أرى الفقراء في وطني عبيدا***كأنّ الفقر قد أضــــحى جديدا

تراهم في الشّوارع نائمين***وفي كلّ القرى ســــترى المزيدا

حفاة في تنقّلـــــــــــهم عراة***وقد أمسوا بموطــــــــننا عديدا

وهذا الوضع في الأوطان عار***وكارثة ســـــتمطرنا الجليدا

وما لم نستطع حلّ القضايا***سنبقى في مواطـــــــننا عبــــيدا

محمد الدبلي الفاطمي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق