الأربعاء، 16 يونيو 2021

لسان الضاد حرف الملهمينا/محمد الفاطمىي مجلة روائع الشعر والنثر وفرسان الحرف

 لسانُ الضّادَِ حَرْفُ المُلْهمينا

ذكرْتُكِ فاستبدّ بيَ الغرامُ***وتاهَ القلـــــــبُ فاخْتـــــنقَ الكــــــــلامُ

يُعاتبُني فُؤادي عنْ هواكِ***وبالأشْواقِ يَعْــــصُــــــرُني الوئـــــامُ

وما أدْري متى يأتي انْعتاقي***وأسْرُ العشْق يعلَمُهُ العــــــــــــظامُ

قضيتُ العمْر في قفصِ التّرجّي***فما انقشعَ الغمامُ ولا الظّـــــلامُ

وقال لي الصّباح كفى انزعاجا***فإنّ القلب يســـــــــكنه الــغــرام

////

أيا عشّاقَ عِطْرِ المِسْكِ مهْلا***فقدْ حضرَ النّهـــــى أهلاً وســـهلا

حبيبٌ في الأحبّة نال منّي***وعلّمني الهُــــــــــدى قولاً وفـــــعْلا

ينامُ معي فيوقظُني بياتاً***لأرْسُــــــــــــــمَ ما بِذاكرتي تجــــــــلّى

فأسْعدُ حين أسْكبُ منْ يراعي***مِداداً بالبلاغــــــة قد تحــــــــــلّى

أبيتُ اللّيلَ في نظْمِ اللّآلي***وذِهْني بالمــــعاني قد تســـــــــــــــلّى

////

لسانُ الضّادِ حرفُ المُلهمينا***وشرقٌ مِنْ تُراثِ السَّــــــــــــــالِفينا

لسانُ الضّاد في المبْنى بناءٌ***بهِ الإعْرابُ رقّـــى العارفيـــــــــــنا

تجلّى بالبــــيانِ فصارَ سحْراً***أنارَ بضــــوْئِهِ الأملَ الدّفــــــــــينا

أجوبُ بهِ العُصورَ وكلُّ عصْرٍ***أراهُ مـن العــصورِ الأوّلـــــيـــنا

////

أحبُّ الشّعرَ في علْم الأدبْ***وما كتـــــــبَ العـــــــظامُ من العربْ

ألم ترَ أنّ ذكرَ اللّه يشْفي***قلوبَ الأشْــــــــقياءِ منَ الغـــــــــــضبْ

ويبعثَ في النّفوسِ الأمنَ هدْياً***فتشعرُ أنّنا نُحْيي النّـــــــــــــــسب

لسانُ الضّاد سهّرني اللّيالي***ولقّنـــــني الرّفيـــــــــــــعَ من الأدبْ

بنظْمهِ في الحياةِ رأيتُ نفسي***ومنهُ الفكرُ أسْكرهُ العـــــــــــــــنب

////

عشقتُ تلاوةَ الأشْعارِ عشْقا***وكان العشقُ في الأحْشاءِ صـــــــدْقا

أحسُّ بأنّني أُحْيي لســــاني***فأقرأُ ناطــــــــــــــــقا بالضّادِ رفْــــقا

وأعصُرُ من فَمي أدَباً وشعراً***فينْسكِبُ النّدى بِالشَّــــــــــوْقِ ودْقاً

وفي مجْرى الكلامِ أحسُّ أنّي***صنعتُ من الحــروفِ رُؤىً وذوْقا

////

سأنتزعُ السّواد من العيـــــونِ***وأدْفِنُ أَدْمُعـــــــــي بين الجــــفون

سأرسمُ أحرفَ العشّاقِ بَوْحاً***منَ الشّجَنِ المُطَرَّزِ بالجُنـــــــــــونِ

وفي خلدي ســـأبدع كلّ فنّ***ترعرع كالرّضيع مع الفـــــــــــنون

لساني صادقٌ في البعْث لمّا***تربّى في المــــــخافِرِ والسّــــــجونِ

وفي زمنِ الرّصاص حُبِسْتُ طفلاً***وفي زنزانتي انفتحتْ عُيوني

////

يَراعي بالنّبوغ سقى اجْتهادي***وقاد سفينـــــــتي نحو الرّشـــــــادِ

سألتهُ فاستجابَ إلى اهْتمامي***وسلّحني بمُختـــــــــلفِ العــــــــتادِ

فسرتُ إلى المعالي مُستريحاً***أناضلُ بالحُـــــــروفِ وبالمـــــــداد

وكنت إذا أصابتنـي جراحٌ***صبرتُ على التّحمّلِ في انْقــــــــيادي

فدَيْتُكَ يا لسانَ الضّاد روحاً***فأنْت الإرثُ في وطـــــــــني وزادي

محمد الدبلي الفاطمي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق