الأحد، 22 أغسطس 2021

فراس المال بالتعليم/رائعة محمد الدبلى الفاطمي مجلة روائع الشعر والنثر وفرسان الحرف

 فَرَأْسُ المَالِ بالتَّعليمِ يَرْقى

متى وَطني يُحَرّرُهُ الشَّبابُ؟***متى التَّغييرُ يُنْجِبُهُ الصَّـــــــــــوابُ؟

متى التَّعليمُ بِالإِنْسانِ يَرْقى***وَلوْ كَرِهَ ابْنُ آوى والغُــــــــــــــرابُ؟

تَشَرَّدتِ المدارِسُ في بِلادي***وبيْنَ صُـــــفوفِنا انْتَــــــــشرَ الذِّئابُ

نُعَلّمُ نَسْلَنا غِشّا وَسُحتاً***وفي أَوْطانِنا انْحَرَفَ الشَّــــــــــــــــــبابُ

غداً سَنرى إذا انْقَشعَ الضَّبابُ***بِأَنَّ الوَيْلَ سَبَّــــــــــــــــبهُ الكِلابُ

                            ////

تَعَطّلتِ العَدالَةُ في المَحاكمْ***وَقَدْ غَلَبَـــــــــــــــتْ على القِيَمِ الدَّراهِمْ

يُباعُ الحُكْمُ للِسُّفهاءِ نَقْداً***كَاَنَّ النَّاسَ ســــــــــــــــــوقٌ للِبَهـــــــائِمْ

وَأَمَّا في الإدارَةِ فالرَّشاوي***تَجاوَزَتِ المَفاسِدَ والمَـــــــــــــــظالِمْ

فَكَيْفَ سنَسْتطيعُ عِلاجَ داءٍ***بِهِ العـــــــــــــــدْوى تُوزّعُها الوَلائمْ؟

تَلَوَّثَ كُلُّ ذي لوْنٍ وَطَعْمٍ***فَطالَ الفِسْقُ دائِرَةَ المَــــــــــــــــــحارِمْ

                               ////

تَعَطَّلتِ الدِّراسَةُ في المَدارسْ***وَحَلَّتْ في مَكانَتِها الدّسائــــــــــسْ

رَقَدْنا في مَواطِنِنا انْحِطاطاً***فَأَصْبَحتِ المَساجِدُ كالكـــــــــــنائِسْ

وَبالعدْوى أَصابَتْنا خُطوبٌ***فشَبَّتْ في طبائِعِنا الــــــــــــــنَّواحِسْ

أَليْسَ العارُ أَنْ نَبْقى ضِباعاً***نُفَتِّشُ في الرِّقابِ عَنِ الفَــــــــرائِسْ؟

عَلَيْنا أنْ نُغَيِّرَ ما اسْتَطَعْنا***فَبِالتَّغْييرِ تُكْتَــــــــــــــــــشَفُ النَّفائِسْ

                             ////

كَنَسْنا منْ مَشاعِرِنا الوِدادا***فَأَضْحـــــــــــــى الحُبُّ للأُنْثى فَسادا

تَناسَلَ في ضَمائِرِنا انْحِلالٌ***فَأَنْجَـــــــــــــــبَ منْ سُلالَتِنا القُرادا

نُفَكِّرُ كالبِغالِ بِغَيْرِ عَــــــــقْلٍ***وَهذا النَّهْــــــــــــــجُ أَفْقَدنا الرَّشادا

سَنَحْصُدُ ما زَرَعْنا يَوْمَ كُنَّا***على دَرْبِ الهَوى نَسْعى اجْــــــــتِهادا

فَرَأْسُ المَالِ بالتَّعليمِ يَرْقى***وَجَهْلُ النَّاسِ يَنْتَــــــــــــــعِلُ الكَـــسادا

                               ////

ألا يا راعيَ التَّعليــــــــــــمِ فينا***تَذَكَّرْ أمْرَ رَبِّ العالمـــــــــــــــينا

فَقَدْ فَرَضَ القِراءةَ أَمْرُ رَبّي***وَحَضَّ على النُّهــــــــى أَدباً ودينـــــا

علينا أنْ نعودَ إلى رَشادٍ***بِه القُرْآنُ وَصَّى المُسْـــــــــــــــــــــلِمينا

فَإنْ نَحْنُ اسْتَجَبْنا واسْتَقَمْنا***سَنَفْلَحُ في النُّهوضِ بما عَليــــــــــــــنا

وَأمَّا إنْ خَنَعْنا وانْبَطَحْنا***سَنَبْقى تَحْتَ أَيْدي المــــــــــــــــــــارِقينا

                            ////

سَلوا الأَوْطانَ عَنْ قَيَمِ الصَّلاح***وكَيْفَ سَنَمْتَطي سُبُـــــــلَ الفَلاحِ؟

تَحَرَّرَتِ الشُّعوبُ وَنَحْنُ أَسْرى***نُقاوِمُ بِالبُكاءِ وَبِالنُّـــــــــــــــــباحِ

وَنَعْتَقِدُ اعْتِقاداً مُسْتَطيراً***أَتاهُ الرَّيْبُ مِنْ كُلِّ النَّـــــــــــــــــــواحي

نُطيعُ أَوامِرَ الحُكَّامِ جُبْناً***وَنَرْكَعُ في المَساءِ وَفي الصَّــــــــــــباحِ

وهذا الحالُ أَرْضَعَنا هواناً***تَجَسَّدَ في الهُروبِ مِنَ الكِـــــــــــفاحِ

                           ////

ثَقافَتُنا أَساءَ لَها الجمودُ***وَأُمَّتنا يُحاصِرُها اليَــــــــــــــــــــــــهودُ

نُسافِرُ في الزَّمانِ بِلا مَصيرٍ***وفي التَّقْليدِ يُشْبِـــــــــــــهُنا القُرودُ

تُرِكْنا كاليتامى في بِلادٍ***بها التّفكيرَُ تعْقِلُهُ القُـــــــــــــــــــــــــيودُ

وَلَيْسَ هُناكَ في الآفاقِ حَلاًّ***لِأنَّ الحلَّ تَصْنَعُهُ الجُـــــــــــــــــهودُ

وَنَحْنُ كما ترى في البُؤْسِ غَرْقى***بِمُجْتَمَعٍ يُكَبِّلُهُ الجُـــــــــــــمودُ

                                ////

بِلادي شَلَّها حُكْمُ الذّئابِِ***على أَيْدي السَّـــماسِــــــــــــرةِ الكِلابِ

بِلادي نَهْبُها يَجْري انتخاباً***بِأَمْرِ القائِمينَ على الحِــــــــــــــسابِ

لِماذا لا حَياةَ لِمَنْ أُنادي؟***لِمَ الإنْسانُ أَصْبَحَ كالــــــــــــسَّرابِ؟

كَرِهْتُ العَيْشَ في وَسَطٍ يَتيمٍ***يُرَوَّضُ بِالتَّسَلُّطِ والعِــــــــــــــقابِ

يُساسُ بِما أَرادَهُ قَوْمُ موسى***لِنَغْرَقَ في فِتَنِ الخَـــــــــــــــــرابِ

محمد الدبلي الفاطمي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق