الأربعاء، 25 أغسطس 2021

انا القلم/رائعة محمد الدبلى الفاطمي مجلة روائع الشعر والنثر وفرسان الحرف

 أنا القلمُ المحرِّكُ للجمادِ

مُعاقٌ أنت يا وطنَ العـــــــــربْ***ألفْت العيشَ مُنْعدمَ النّــسبْ

لسانك في الورى أضحى نهيقاً***ومجْدك في الحياة قدِ انْقــلبْ

وُصفـْــت بكلّ سوءٍ في زمانٍ***به الإنسان أبــــدعَ في الأدبْ

وأبدعَ في العــــطاء بلا حدود***وجاب الكون فاكتشف العجبْ

وأنت تريدُ أن تبقـــــــــى أسيرًا***وتبقى في الشّعوب بلا لقبْ

////

ألفنا ما أشاع السُّــــــحْت فينا***فَكنّــــــــــــا من كبار المارقينا

نَحِنّ إلى الفساد متى انتخبنا***ونلهثُ خلف عيــــش المُترفينا

ونعتقد اعتــــــــقادا ظلّ وهماً***كأنّ عقـــــــــولنا رَقدت سنينا

ونزْعُـــــــمُ أنّنـــــــــا قومٌ بناةٌ***ومن فقدَ الهــــــدى فقدَ اليقينا

ألا لا يسـْـــــــــخَرِ الأوغادُ منّا***فنجـــــــــهل مثلهم أدبا ودينا

////

تُضلّلنا النّوَاقصُ والعيــــــــوبُ***وتأسرنا المفاسد والذنـــــوبُ

ويحكمنا النّــــــصارى من بعيد***ويجلدنا اليـــــهود ولا نتوبُ

رضينا بالتّســلّط في بلادي***وتحت الضّغط تنبـــطح الشّعوبُُ

فكيف سنهــــتدي واللّيل داج***وبالأحزان تعصـــرنا الخطوبُ؟

تعبــــــنا من مراوعة اللّيالي***وسوء الحال تبغــــــضه القلوبُ

////

لماذا نحن في البلوى ندورُ***ونصبر للهـــــــوان ولا نثـــــــورُ؟

أليس الذّلّ في الأوطان عاراً؟***وأين هما التّأمّل والشّــــــــعورُُ؟

سقطنا في الحضيض وما اتّعظنا***وبين النّاس أزْهَرتِ الشّــرورُُ

ترانا كاليـــــــــــتامى في بلادي***يكبّلنا التّمــــــــــــلّق والقصورُ

ويجلدنا التّســــــــــلّط كلّ حين***وقمع الشّعب تمقته العـــــصورُ

////

أنا القلم المــــــــــــحرّك للجمادِ***أنا حبر العزائم في الرّشـــــادَِ

كرهت الظّــــــلم للإنسان كُرهاً***تجلّى في مقاومة الفــــــــسادِ

وسرت إلى الضّمائر مستــعينا***برمح الضّاد أطعنُ في الجمادِ

فطورا أستـــــــــــــفزّ بكلّ حزم***وحينا أستـــــــبدّ بمن أعادي

ولي رأي يدلّ على اقتناعي***بأنّ السّحت عشّـــش في بلادي

////

أنا القلم المـــــشبّعَُ بالعبرْ***أنا الـــــــــــــــــقلم الذي ذكر القدرْ

حروفي في الكتاب لها بيانٌ***به الألبابُ تكتشـــــــــــف الدّررُْ

أسافر في العصور إلى المعالي***وعبر النّبش أعثرُ في الحفرْ

وتحملني الأنامل حيث شاءت***فأطلع في الكواكب كالقـــــمرْ

وما حمل الــــيراع يعدّ فخرًا***إذا الإنسان فرّط في العـــــــبرْ

محمد الدبلي الفاطمي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق