الأربعاء، 25 أغسطس 2021

كلام الناس/رائعة محمد الدبلى الفاطمي مجلة روائع الشعر والنثر وفرسان الحرف

 كلامُ النّاسِ أجْوَدُهُ الصّحيحُ

ألا فاكتبْ أيا قلمي البيانا***فحبْـــــــــــــــرُكَ قد تدفّق من رؤانا

ونونُكَ  كالصّباحِ أتى بنورٍ***أنارَ الفكرَ واكْتـــــــــــسحَ المكانا

شققتَ الصّخْرَ بالقُرآنِ علماً***وجُبْتَ البحْرَ مُكْتـــــــشــــفاً قوانا

وربّي علّمَ الإنســـــانَ ما لم***يكن يدْري وعلّمهُ البيــــــــــــــانا

فأنتَ النّورُ ياقلمي ورُمْحي***ونظـــــــــــمُكَ قد أعاد بنا الزّمانا

////

أتى العَصْرُ المحنّطُ بالرّجاءِ***كأنّهُ في الرّبيـــــــــــــعِ من الشّتاءِ

سيكتسحُ الشّوارعُ كلّ أهلي***لنصرةِ حقّــــــــهم عقِـــــــبَ النّداءِ

أرادوا العيشَ في وطنٍ أمينٍ***يُفكّرُ في الرّجالِ وفي النّــــــــساءِ

ويُحْمي الشّعب من شَطَطِ اللّيالي***بِعدلٍ في الأنامِ بـــــلا ازْدراءِ

وأمّا الظّلــــــمُ في بلدي فعارٌ***لأنّهُ قد يجــــــــــــــــرُّ إلى الفَناءِ

////

بحرّية العقولِ نرى النّهارا***فنُبــــــدعُ في الحـــياة لنا ابْــــتكارا

ألم ترَ أنّ غرْسَ العلْم ينْمو***فنَجْــــــني من فواكـــــهه الثّـــمارا

تطوّعُهُ الشّعوبُ متى أرادتْ***فتُنــــــجبُ في ثقافتنــا الكـــــبارا

وأمّا إنْ تخلّفَ ركبُ أهلي***سنقْـــــطِــــفُ حيـــــنــها ذلاّ وعارا

إذا الشّعب الأبيّ أراد يوماً***سعى بالجدّ فاخْــــترقَ الحِــــصارا

////

أتى الإبداعُ في وجْهِ الصّباحِ***بنورٍ في الوجـــودِ من الفــــــلاح

فغرّدتِ الطّيورُ به ابْتــهاجاً***وزغردتِ العـذارى في البــــــطاح

وهبّ الخلقُ فانتشروا جميعاً***لجنْي الرّزقِ من شجرِ النّـــــجاحِ

تجدّدتِ الحـــــــياةُ بُعَيْدَ ليْلٍ***أراح الخلقَ من تعــــبِ الكفــــــاح

وجاء الفجرُ مُنشرحاً مُنيراً***فأحْيا الكــــــونَ منْ رَحِمِ الصّبـــاح

////

كلامُ النّاسِ أجودُهُ الصّحيحُ***وقولُ القــــــوْمِ أعْذبُهُ الفــــــــصيحُ

تُعلّمُنا الفصاحةُ منْ لســــانٍ***بياناً في الحديثِ هو الصّـــــــــحيحُ

وسحْرُ القول في المبْنى جميلٌ***وسوءُ القوْلِ يمْدحُهُ القبـــــــــــيحُ

وما الإفصاحُ في التّعبـــــــيرِ إلاّ***بَيانٌ فــــــي قراءتهِ مُـــــــريحُ

فعلّمْ ما استطــعتَ بلا حدودٍ***لعلّك في التّقاعدِ تســــــــــــــــتريحُ

////

أرى التّعلــيم في وطني ظلاما***وقد فقدَ التّوجّــــــــهَ والنّـــــظاما

يُعلّمُ نســـــــــلُنا لغواً عقيماً***ومن زرعَ القشورَ جَنى اللّئــــــــاما

أليس اللّغوُ في التّدريس عيْباً؟***وكيفَ سنهْتدي هدْياً ســــــــلاما؟

لعبنا بالأمانةِ فانْحــــــــــططْنا***ونامَ النّاسُ فانبطــــحوا تمــــــاما

وحوّلَ لغونا الإفْـــــــصاحَ عاراً***كأنّ اللّغوَ قدْ أضحى كــــــلاما

////

أسأنا للجـــــــــــدودِ الأوّلينا***فصرْنا من كبــــــارِ الجاهــــــــلينا

لعبنا باللّســــــان فصار لغواً***وهبّ الجــــــــهلُ فابْتَلَعَ المُبـــــينا

ومنْ لُغةِ الكتابِ أضاع أهلي***بياناً منْ كُنوز العــــــــــــارفيــــنا

سقطنا في الحضيضِ ولستُ أدْري***متى الأيّامُ تلغي اللّغــو فينا؟

فيا أهل الفصاحة في بلادي***أعدّوا النّسلَ واتّبعوا الأمـــــــــــينا

////

سنعلمُ حين ينقشعُ الغبارُ***بأنّ اللّــــــغوَ أبْدعَهُ الحــــــــــــــــمارُ

تقهقرتِ البلاغةُ في لساني***وفي التّدريس حلّ بنا البــــــــــــوارُ

رجعنا في الحياة إلى خمولٍ***بفعل العجز فانْهــــــــــدمَ الجــــدارُ

نخادعُ بعضنا في كلّ شيئ***ونزعــــــــمُ أنّنا نحـــنُ الكبــــــــــارُ

وقد سقط القناع بكلّ قطرٍ***وتحتَ المـــــــــــوْج قد غرِقَ الصّغارُ

////

بِحبّك للمعارفِ تســــــــــتفيدُ***فتسْــــــعَدُ حين يَغمـــــــرُكَ الجديدُ

وتشعرُ أنّ كسبَ العلم نورٌ***وأنّ الجــــــــــــــــهلَ يركبُهُ البـــــليدُ

تخلّفت العقولُ عن المعالي***وساء الحالُ فاخْتــــــــــنقَ الوريـــــدُ

وأصبح كلّ حيّ في بلادي***يؤكّــــــــــــــد أنّنا بشــــــــرٌ عبـــــيد

فكيف الحال والأيّام تجري***وصـــــــــــــبرُ النّاس أرهقهُ المــزيدُ

محمد الدبلي الفاطمي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق