الخميس، 19 أغسطس 2021

شعوب البطن/رائعة محمد الدبلى الفاطمي مجلة روائع الشعر والنثر وفرسان الحرف

 شعوبُ البطنِ تُوصَفُ بالحثالهْ

أراد الحاكمونَ لنا انحلالا***لنبقى في الفـــــــساد لهم مجالا

فصاغوا مهرجاناً للأغاني***كأنّ الفــــــسقَ قد أمْسى حلالا

ونادوا في المنابر بانْفتاحٍ***به الإعـــــــلامُ ضــــلّلنا احْتيالا

وفي وسط الرّباط أُقيمَ عرسٌ***به الشّبّانُ قد عشقوا الضّلالا

فهل حكّام أمّتنا استُبيحوا؟***أم الأوهامُ أفْــــسدتِ الخصالا؟

////

أنا ما قلتُ قولاً مُسترابا***ولا خُنْـــــــتُ اليراعَ ولا الكتابا

أقاوم ما استطعتُ الحَــــيْفَ نظما***وبالألفاظ أنتزعُ النّقابا

ولي في أحْرُفي أملٌ كبيرٌ***لأنّ سطورها تحْــوي الجوابا

تلاوتُها بها التّرتيلُ يرقى***فيُنْــــــجِبُ في تفكّرنا الصّوابا

وإن يك غالها نهجٌ عـــقيمٌ***فإنّ بيانها اختــــرقَ السّـحابا

////

أحقٌّ أنّ نكستنا تزيدُ؟***فبيّنْ أيّها النّاعي المُـــــــــــــشيد

ومن يحمي حمى التّعليم أم منْ***يجـدّد بالثّــقافة ما نُريد؟

أُصيب الفقـــه بالأَعْطابِ لمّا***تغلغلَ في تفــكُّرنا الوعيدُ

يُقالُ لنا غداً سنرى جديداً***فتأتي نحــــــو قريــتنا الوفودُ

وبعد غدٍ يُفاجئنا انحرافٌ***بمال الشّـــعب تنْهــــبُهُ القرودُ

////

غرستُكِ في فؤادي يا بلادي***وحُبُّكِ قد تجسّد في انتقادي

أردتك أن تكوني مثل أمّي***أبادلك المـــــــــحبّة بالوداد

وأكره أن أراك بلا مصير***ولا أمل يقــــود إلى الرّشاد

ولو طلبوا الفداء أتيت طوعا***وقلت لك افتديتك يا بلادي

فأنت حبيبتي ومنى حــياتي***وأنت الأمّ في عقد ازديادي

////

شعوب البطن يحكمها الطّعام***بشرعنة يقنّـــــنها النّظام

وما الحكّام إلاّ صنع شعب**ولولا الجوع ما انبطح الأنام

ولست بتارك قلمي وحبري***إلى أن يستجيب لنا السّلام

خذوا العهد الأكيد طوال عمري***بأنّي لن يخوّفني اللّئام

سأبقى رافعا علم التّحدّي***وصـــــحوة من تعـهّد لا تنام

////

بكت ليلى وحقّ لها البكاء**وفي فصل الرّبيع أتّى الشّـتاء

أتصحو يا أخيّ معي إذا ما***نفوس النّاس جمّدها الغباء؟

فما نخشاه هاجمنا بعنف***وليس لدمع ذي حـــــسب شفاء

تصدّعت القرابة في بلادي***وهبّ البغــض فانتشر الوباء

وزغردت الرّذيلة ثمّ صاحت***ألا نامــوا فصــحوتكم هراء

////

نروّض بالهراوة كالبغال***سواء في الجــنوب أو الشّــــمال

كأنّ القمع للجوعى دواء***يعالج من تمــــــــــــرّد بالنّـــكال

وقد وصفوا لمغربنا دواء***سيصــــلح للنــــسّاء وللرّجـــــال

لنصبح في مواطننا رقيقا***نطيع الأمر في لحـــس النّــــعال

ومن طلب التّحرّر ذاق بطشا***وعلّق في المخافر بالحـــبال

////

تجمّع حول عورتنا الذّبابُ***وفي أوساطنا كـــثُــــر الكلابُ

نعلّم نسلنا شططاً وزوراً***وذلك في الحـــــيــاة هو الخرابُ

ونزعمُ أنّنا للخيرِ نسْعى***كأنّ النّاسَ للــعـــــدْوى استجابوا

وما التّحريرُ للإنسان سهلٌ***ولا الأوهامُ يقبــــلـها الصّوابُ

ومن شاءت إرادته التّحدّي***ستحنو عبر قدرته الصّـــعاب

////

شعوب البطن توصف بالحثاله***وترمى مثلما ترمى الزّباله

شعوب البطن ليس لها انتظار***وتلك طباع من فقدوا العداله

قطيعا من بني الغوغاء تاهوا***فضلّت في مواطننا الأصاله

وعربدت المساوئ في نفوس***وساوســها تجاوزت الضّلاله

فيا رحمان بالتّغيـــــير فرّج***فإنّ الشّعب أصــــبح كالحثاله

محمد الدبلي الفاطمي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق