بسم الله الرحمن الرحيم
"... الدعاء إِلْهام رباني ..."
أفضل الدعاء كما ورد في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم :-
"لا يَزَالُ يُسْتَجَابُ للعبدِ ما لم يَدْعُ بإثمٍ
أو قَطِيعةِ رَحِمٍ ،
ما لم يَسْتَعْجِلْ ،
يقولُ : قد دَعَوْتُ وقد دَعَوْتُ فلم يُسْتَجَبْ لي ، فيَسْتَحْسِرُ عند ذلك ، ويَدَعُ الدعاءَ"
حث على ملازمة الدعاء والمتابعة والإلحاح على الله عز وجل بالعفو والمغفرة والفرج ، وقد وعد المولى جل جلاله بالاستجابة بشرط عدم الدعاء بالإثم وقطيعة الرحم ...
والتأني والتريث وعدم العجلة، فلا ييأس ولا قنوط من رحمة الله، فلا يقال دعوت الله ولم يستجب لي فهو لم يدخل في علم الله جل جلاله فقد يؤخر الإجابة أو يدخر له الدعاء، أو يصرف عنه بلاء آخر...
الواجب أن نكثر من الدعاء وقراءة القرآن الكريم وأحاديث الرسول صلى الله عليه التي تشحذ الهمم ودفع اليأس منفي رمضان تتكرر سجدة التلاوة وندعو بهذا الدعاء،
اللهم سجد لك راسي وما حوى وجهي وجبهتي وفكي وأسنان وسمعي وبصري وأنفي ...
سجد لك عظمي ولحمي وشحمي وعروقي ودمي وجوارحي ،ونفسي وشعوري وإحساسي وروحي وكل شيء مني سجد لله تعالى طالبا المغفرة منه والعطاء والسداد للمسلمين في كل مكان...
وأحوج ما يكون المسلمون للدعاء في هذه الظروف القاسية الذي طغت فيها قوى الظلم والعدوان على الأمة وخاصة في غزة وعموم فلسطين... فالدعاء سلاح المؤمن وهو عبادة يتعبد بها الله تعالى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- إن الدعاء هو العبادة ، ثم قرأ: ادعوني أستجب لكم، إن الذين يستكبرون عن عبادتي غافر/60 وأفضل الدعاء على أثر صلاة أو صيام أو حج أو زكاة...
وقد وعد الله المؤمن أن يستجيب دعائه "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)البقرة/186
وأفضل الدعاء الإلحاح بكثرة الدعاء وعدم الملل أو الكلل ووقت الصفاء وحضور القلب وفي المساجد وقت السحر .." وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا" سورة الجن/ 18
الحديث "ينزلُ ربُّنا تبارك وتعالى كلَّ ليلةٍ إلى السماءِ الدنيا حين يبقى ثلثُ الليلِ الآخرُ فيقولُ: من يدعوني فأستجيبَ له من يسألني فأعطيَه من يستغفِرُني فأغفرَ له..."
يغفل كثير من الناس عن هذه العبادة ويمر بها سريعا دون مبالاة وقلب غافل لاه عن ذكر الله، والأصل في ذلك طالما المسلمون يحضرون التريث عقب الصلوات الخمس والمجيء قبلها خاصة صلاة الفجر ويدعون الله أفرادا وجماعات أن يرفع الله الغمة عن الأمة وما هم فيه، الحديث فقد" قَنَتَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ شَهْرًا بَعْدَ الرُّكُوعِ في صَلَاةِ الصُّبْحِ يَدْعُو علَى رِعْلٍ، وَذَكْوَانَ، ويقولُ: عُصَيَّةُ عَصَتِ اللَّهَ وَرَسولَهُ" وذلك بسبب مقتل القراء السبعين الذي بعثوا لتعليمهم الدين فغدروا بهم ،
وفي رواية ابن عباسٍ في غزة بدر: قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يوم بدرٍ: «اللَّهمَّ أنشُدُكَ عَهْدَكَ، ووعدك! اللَّهُمَّ إن شئتَ لم تُعْبَدْ» فأخذ أبو بكر بيده، فقال: حسبك، فخرج صلى الله عليه وسلم؛ وهو يقول: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ}اللهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي ، اللهُمَّ آتِ مَا وَعَدْتَنِي ، اللهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ ، لَا تُعْبَدْ فِي الْأَرْضِ" اللهم آمين في كل وقت وحين
أيها المسلمون الكرام ألزموا مساجدكم رجالا ونساء وأطفالا فإخوانكم بحاجة لدعائكم
وهذه قصة محمد بن واسع، وقد خرج يجاهد في سبيل الله، فافتقده قتيبة بن مسلم الباهلي فأرسل الجنود يبحثون عنه، فوجدوه قد رفع طرفه إلى السماء وقد اتكأ على قوسه، ورفع سبابته وهو يقول: يا حي يا قيوم! يا حي يا قيوم! يا حي يا قيوم! فعادوا يخبرون قتيبة بن مسلم بما وجدوه، فدمعت عيناه فرحاً وهو يقول: أبشروا فو الذي نفسي بيده لأصبع محمد بن واسع أحب إلي من مائة ألف سيف شهير، ومن مائة ألف شاب طرير في سبيل الله"
ولا تنسى أيها المسلم أن تتقرب الله وتتذلل بين يديه وتدعو الله بالصالحات من أعمالك وأقوالك ومواقفك ولنتذكر حديث أبي عَبْد الرَّحْمَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخطَّابِ، رضيَ اللهُ عنهما قَالَ: سَمِعْتُ رسولَ الله ﷺ يَقُولُ: انْطَلَقَ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَتَّى آوَاهُمُ الْمبِيتُ إِلَى غَارٍ فَدَخَلُوهُ، فانْحَدَرَتْ صَخْرةٌ مِنَ الْجبلِ فَسَدَّتْ عَلَيْهِمْ الْغَارَ، فَقَالُوا: إِنَّهُ لاَ يُنْجِيكُمْ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ إِلاَّ أَنْ تَدْعُوا الله تعالى بصالح أَعْمَالكُمْ ..." ايها المسلمون الكرام ادعوا الله بصالح أعمالكم بالإجابة والغلبة والتمكين...
قال الله تعالى" أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ..." النمل /62
تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات/ الأردن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق