بسم الله الرحمن الرحيم
قبس من نور
"... وَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِۦ وَلِلۡمُؤۡمِنِینَ ..."
هذه الجزئية لا تتعدى المذكورين حصرا، وقد وردت في قوله تعالى "یَقُولُونَ لَىِٕن رَّجَعۡنَاۤ إِلَى ٱلۡمَدِینَةِ لَیُخۡرِجَنَّ ٱلۡأَعَزُّ مِنۡهَا ٱلۡأَذَلَّۚ وَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِۦ وَلِلۡمُؤۡمِنِینَ وَلَـٰكِنَّ ٱلۡمُنَـٰفِقِینَ لَا یَعۡلَمُونَ" المنافقون/8
هذا وصف دقيق على ما تنطوي عليه النوايا الخبيثة في كل زمان ومكان فالنفاق وأمثاله منبع وأصل الكفر، فلو نظرت في تمعن تجد الحقيقة القرآنية تعاد مرة أخرى لكي تتحقق في أيامنا هذه،
فهذا الغرب والشرق في كل ما بناه واسسه من محاكم جنائية ومجالس أمن وجمعيات عمومية دولية وغيرها هم يديرونها لصالحهم ومن أجل خدمتهم وموالية لهم في ديمقراطيات زائفة وأعلام مضلل كاذب... فقد تعرى وأنكشف عن وجه مخيف رهيب....
فقادة الدول المتعاطفة تنادوا وتسابقوا لزيارة وتأييد الظالم ونجدته وقالوا لا عليك أن توقف الحرب حتى لا تتعافى حماس،...ولإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ضد حماس مع مراعاة عدم قتل المدنيين...كذبا وزورا وبهتانا وتلفيقا فالقتل قائم بالمدنيين بالذات أطفالا ونساء وشيوخا وهدما للمستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس بواسطة مددهم بآلة قتلهم ... ألا ترون وتسمعون هذا التدليس من هؤلاء الأباليس!
لعلمكم الأعز هو الأكرم الأقوى الذي لا يقهر ولا يغلب، وأفضل العزة ما كان مصدرها قدرة الله وهيبته وسلطانه وقوته وقد أكرم الله بها رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ومن آمن به، وأضفى عليهم جانب العزة والكرامة من فضله وجوده فمن أكرمه الله لا يذله أحد ولا يهينه " ولكن المنافقين لا يعلمون " فهم لا يدركون هذا الأمر ولا يفهمونه،
ولكي يتضح البيان لكل إنسان فالآية صرحت تصريحا باقيا إلى الأبد "فالمَعْنى: إنْ كانَ الأعَزُّ يُخْرُجُ الأذَلَّ فَإنَّ المُؤْمِنِينَ هُمُ الفَرِيقُ الأعَزُّ. وعِزَّتُهم بِكَوْنِ الرَّسُولِ ﷺ فِيهِمْ وبِتَأْيِيدِ اللَّهِ رَسُولَهُ ﷺ وأوْلِياءَهُ لِأنَّ عِزَّةَ اللَّهِ هي العِزَّةُ الحَقُّ المُطْلَقَةُ، وعَزَّةُ غَيْرِهِ ناقِصَةٌ، فَلا جَرَمَ "--- مقتبس التفسير--- وهذا يحصل في كل زمان أنَّ أوْلِياءَ اللَّهِ هُمُ الَّذِينَ لا يُقْهَرُونَ إذا أرادَ اللَّهُ نَصْرَهم ووَعْدَهم بِهِ،
إذن ليطمئن كل من تحدثه الظواهر العدوانية من طائرات وقتل وتدمير وتأييد وبوارج وسفن ،وليعلم من لا يعلم أن العزة لله وحده أكرم بها عباده المصطفين وهم الفريق الأعز بإذن الله بالغلبة والتمكين،
الحديث قال صلى الله عليه وسلم :-«لا تَزالُ طائفةٌ مِن أُمَّتي على الدِّينِ ظاهرينَ لعَدوِّهم قاهرينَ، لا يَضُرُّهم مَن خالَفَهم، إلَّا ما أصابَهم مِن لَأواءَ حتى يَأتيَهم أمْرُ اللهِ وهم كذلك، قالوا: يا رسولَ اللهِ، وأين هم؟ قال: ببَيتِ المَقدِسِ وأكنافِ بَيتِ المَقدِسِ"
فكانت النتيجة حسب المقدمة حتمية كما حدث مع رسوله واصحابه بالبقاء في ديارهم في المدينة المنورة ، ومثله قد فشل مخطط الصهيونية العالمية في تهجير أهل غزة الأبية منها ،وانْكَفَأَ العدو على أعقابهم وأدبارهم فارين خاسرين مولولين،
وإن كان الثمن المدفوع باهظا وغاليا فالعقيدة والأوطان أعز وأكرم وأغلى والشهادة هي الجزاء الأوفى...
قال الله تعالى"... إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ...النساء/105
تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات/ الأردن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق