بسم الله الرحمن الرحيم
قبس من نور
"ٱللَّهُ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ وَٱلۡمِيزَانَۗ"
هذا البيان الوارد في آية 17 من سورة الشورى، أختصر الطريق الموصل للحق بدقة ميزان العدل الإلهي وقرن ذلك بموعد قيام الساعة تهيبا وترهيبا
"ٱللَّهُ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ وَٱلۡمِيزَانَۗ وَمَا يُدۡرِيكَ لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ قَرِيبٞ"
إذن الإسلام الدين الرسمي للعالم طَوْعًا أَوْ كَرْهًا، والإيمان بالله توفيقا وهداية لا جبرا ولا إكراها "وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ"85 آل عمران
آية الشورى كشفت فشل كافة القوانين الدولية في حل القضية الفلسطينية على الرغم من زخم القرارات والوعود والمعاهدات التي صدرت وبانت أنها تخدير وتمويت وتمويه حتى أصبح الاحتلال واقع مرير، وصاحب الأرض إرهابي غير حضاري،
والمشكلة تصريح المسؤولين الغربيين سابقا ولاحقا قولهم لو لم تكن دولة الاحتلال موجودة تم إيجادها ، إذن الأمر مقصود وحبل ممدود من كافة الدول الغربية الأوروبية دون استثناء ،كيف ترجو من هذه الدول حلا عادلا للفلسطينيين وهي ضدهم ومع المحتل وهم من أوجدوه وأمدوه؟!
إذن كل عاقل نزيه عادل يعرف الحقيقة فالمسألة مساومة الفلسطينيين على حقهم المشروع على وطنهم فلسطين وهذا كله بموافقة كافة الدول الغربية والشرقية والعربية كالصين وروسيا والهند وآسيا بما يعرف حل الدولتين، ترى هل هذا الحق والإنصاف والعدل أن يؤخذ وطنك رغما عنك، أين العدالة في القوانين الوضيعة
هذا قلب للموازين على خلاف ميزان العدل فالظالم المحتل يصبح صاحب الحق والمظلوم مسلوب الوطن والكل يقف مع الظالم بكافة الوسائل المتاحة والسكوت على ظلمه مهما بلغ والمظلوم يتلقى الضربات من كل الجهات يوميا ويتهم بالخيانة والإرهاب والفوضى حتى في دفاعه عن نفسه وعرضه وأطفاله ونسائه وآبائه وأمهاته المطلوب منه الاستسلام والخضوع والركوع ذلة وإهانة هذه عدالة أهل الأرض ظلم لهم،
إذن سوف تبقى المشكلة قائمة كالبركان بين سكون وثوران يحرق الأخضر واليابس وتدمر به المدن ويقتل الكثير وفي النهاية تبقى الحكاية في دوران مفرغ ، فالظالم وأعوانه من كل الأطياف تجار حروب لا يرغبون في الحل لأنه بالأخير ينقطع رزقهم ولا يبقى لهم مكانة ولا منفعة ولا رواتب ولا منح ولا استقبال لهم لدى المنافقين ولا توديع فيفضلون بقاء القضية بدون حل ويدفع بها إلى المحافل الدولية حتى تضيع وتمييع...
لهذا تقتضي العدالة الربانية "...أَنَّ ٱلۡأَرۡضَ یَرِثُهَا عِبَادِیَ ٱلصَّـٰلِحُونَ" 105 الأنبياء، فقد ذللها الله للإنسان من أجل عمارتها وليس تدميرها وقتل أهلها وإفسادها"...وَبَوَّأَكُم فِي الأَرضِ تَتَّخِذونَ مِن سُهولِها قُصورًا وَتَنحِتونَ الجِبالَ بُيوتًا فَاذكُروا آلاءَ اللَّـهِ وَلا تَعثَوا فِي الأَرضِ مُفسِدينَ"
تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات/ الأردن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق