بسم الله الرحمن الرحيم
قبس من نور
" ... إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَظۡلِمُ مِثۡقَالَ ذَرَّةࣲۖ ..."
بيان ورد في القرآن الكريم أن الله منزه عن الظلم مطلقا وقد جاء بصيغة النفي ...وجاء على أقل ما قد يظهر به الثقل وهي الذرة فعلم بذلك انتفاء ما هو أكثر منه بالأولى، وحتى لو فرضنا أن المقصود بها من ناحية علمية فالذرة أصغر عنصر في المادة، وبهذا يطمئن من كان عنده ذرة إيمان بالله أن يعلم يقينا أن الله لا يظلم إنسانا مهما كان وهذا منتهى الاطمئنان لجانب الله
" ...فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ"47 الأنبياء
السؤال الذي يطرح نفسه لما يتم قتل الأطفال والنساء والشيوخ وتدمر المساجد والكنائس والمستشفيات والمدارس والجامعات والبيوت على رؤوس ساكنيها والبنية التحتية ...
المجرم يجيب هذه هي الحاضنة لا نتركها إلا قاعا صفصفا تبرير أقبح من ذنب وحرب إبادة....
للعلم القتال بين المسلمين واليهود ومن والاهم إذن الكل أهل كتاب وتعاليم سماوية فالأصل الوقوف عند حدود ما شرع الله في الحروب، لا الاحتكام إلى طبائعهم المتأصلة فيهم،.
ولهذا أجمع العالم وشعوبه على أن ما يحصل جريمة مستوفية الأركان إبادة الشعب الفلسطيني، وإن عدت للماضي فهؤلاء القوم يلقون باللائمة على النازية والتي يمثلها هتلر بما يدعونه من محرقة لستة ملايين يهود فهم أشد وأنكى منه في القتل والاستجداء وابتزاز للشعوب ...
يستغرب بعض البشر صمود أهل غزة والضفة وعموم فلسطين هذا الصمود وترديدهم عبارات الحمد لله وأنا لله وأنا اليه راجعون حسبي الله ونعم الوكيل...حتى تسابق القوم الآخرين لمراجعة مفهوم دلالات القرآن وقوة الإيمان بالله، على خلاف عدوهم ...
فالمسلم يعتبر ما يحصل بتقدير الله، إما العدو حسب تقدير هواه، فالتدمير في نظرهم مباح لا فرق بين المقتول جندي أو طفل أو امرأة أو رجل أعزل طاعن في السن كلهم سواء...وهنا عندما سكتت الألسن والمنظمات الدولية عن قول الحق وزاد الطين بله، التشجيع على استمرارية الإبادة من الدول الأروربية قال رئيس وزراء السويد اسرائيل لديها الحق في الابادة الجماعية أعني-الدفاع عن النفس... وأمريكا تزودهم بجميع أنواع الأسلحة ثم تدعوهم عدم قتل المدنيين.....
نأتي لنسأل كيفية الاقتصاص من المجرم على فعله على فرض لو تم محاكمته ونال عقابه، فإنه يحاكم عن جريمة واحدة وليس عن كافة جرائمه الفظيعة المتعددة ، وهذا ما تحكم به القوانين الأرضية الوضعية فهي عدالة ناقصة ...
أما العدالة الإلهية فهي الكمال بذاته، فال الله تعالى"... كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ..."النساء 56 هذه هي قدرة الله الإعادة لمرات عديدة حتى ينال الجزاء الأوفى وهي بيد الله وحده، تهديد ووعيد وتخويف لكي يرتدع المجرم عن إجرامه ويقف عند حدود الله، والصورة حاضرة لا تحتاج لتوضيح ودليل على شدتها وبلاغتها تتراءى للناظر أمامه تذكرة وعبرة وللمجرم مصير،
تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات/ الأردن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق