بسم الله الرحمن الرحيم
الزواري أبن صفاقس
"صانع المسيرات الهجومية"
من صفاقس عاصمة الجنوب التونسي ماضيها كحاضرها فهي تعني المدينة المحصنة بأهلها ورعاية الله لها بكل ما تعنيه هذه الكلمة من رفاه واقتصاد وأمن وأمان...
مازالت صفاقس باب بحر فهي قائمة تحرسها عناية الله فهي المدينة العتيقة الجديدة فيها شوارع الشهداء والحرية مما يدلل على رفعتها ومنعتها وعراقتها وحريتها وكثرة شهدائها
منهم (مُهندِسِها محمد الزواري) الزَّوْر : الزّائِرُ وهو الذي يَزُورُك ،
وفي الحَدِيث " إِنَّ لزَوْرِكَ عليك حَقّاً)
والزَّوْرُ للقَوْم : السَّيِّد والرَّئيسُ ، الزَّوَارُ : كلُّ شيء كان صلاحّا لشيءِ وعِصْمَةً له وكلٌ له من أسمه نصيب وبه يطيب خلقا وصفاتا وذكرى كمحمد الزواري،
أما ولادة الزواري صادفت عام النكبة أو النكسة 1967 أو حرب الستة الذي صمدت به أمتنا ستة أيام فقط بدون لغط، فالولادة كانت عسيرة والمسيرة له كانت موفقة قبل أن يغدر به على أيدي قتلة الأنبياء لأن هذه ديدنهم(وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ)
وكأني به قد تمثل أبيات شاعر تونس أبي القاسم الشابي...
إذَا مَا طَمَحْـتُ إلِـى غَـايَةٍ رَكِبْتُ الْمُنَى وَنَسِيتُ الحَذَر وَمَنْ لا يُحِبّ صُعُودَ الجِبَـالِ يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَـر هُوَ الكَوْنُ حَيٌّ ، يُحِـبُّ الحَيَاةَ وَيَحْتَقِرُ الْمَيْتَ مَهْمَا كَـبُر فَلا الأُفْقُ يَحْضُنُ مَيْتَ الطُّيُورِ وَلا النَّحْلُ يَلْثِمُ مَيْتَ الزَّهَــر
مولد الزواري أراد مسح النكبة من الذاكرة العربية ضحى بنفسه من أجل نهضة أمته ونصرة عقيدته وبالذات مسرى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم أهدى جهده المتواضع باختراع طائرته المسيرة، وسطر لنفسه في سجل الخالدين ليبقى علما يهتدي به بين جيل القادمين، كقول ابن بلده الحفناوي قد هرمنا بانتظار هذه اللحظة التاريخية
وليعلم العالمين أن أمة محمد لن تركع وتسجد إلا لله ولن تلين إلا لرب العالمين حتى يندحر كل الأوغاد الظالمين بأمر العزيز الحكيم
(مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ )
لعمرك ما الرزية فقد مال *** ولا شاة تموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد شخص *** يموت بموته خلق كثير "الزواري"
ومما يحزن النفوس أن الأمة سكتت على الغمة وتغاضت عن الحدث الجلل وكأن الأمر لا يعنيها من قريب أو بعيد لأنه يذكرهم بالنكبة،
هذا هو محمد الزواري في عالم المسيرات العربية للطيران الحربي على الأرض وبعون الله في الجنة مع الخالدين ،
فقد أعجز دولة يهود، فاختاروا الغدر والخيانة به فقتل على باب بيته (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود)
لقد جاء اليوم الذي أراد أن يرفع فيه ذكر محمد الزواري في حرب غزة الحين ويشارك فيها معارك التحرير في غزة وعموم فلسطين والقدس الشريف فهذا أحسن ذكر له عند ربه والخلق أجمعين...
هذه المقالة قد سبقت زمانها سطرتها في عام 2016 الدكتور أحمد محمد شديفات/ الأردن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق