الاثنين، 18 ديسمبر 2023

قبس من نور/د أحمد محمد شديفات مجلة روائع الشعر والنثر وفرسان الحرف

 بسم الله الرحمن الرحيم

قبس من نور

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ"

نداء رباني خاص بالمؤمنين بالذات ورد في سورة الصف آية 3 وبقي عنوان لهم على التضامن والنصرة والعزيمة والإخوة والإيثار فالمؤمنون كالجسد الواحد... قال صلى الله عليه وسلم "مثلُ المؤمنين في تَوادِّهم ، وتَرَاحُمِهِم ، وتعاطُفِهِمْ . مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى"

أحسن وأفضل بيان ورد في القرآن وجاءت به سنة خير الأنام حتى لا يبقى عذر لأهل الإيمان أن يكونوا جميعا صادقين مع الله ورسوله وأنفسهم "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ" وإذا أنتفت الإخوة حبط الإيمان والالتزام بما عاهد عليه الرحمن ....

هذه السورة دعوة لنصرة المظلومين المجاهدين إلا يتركوا لوحدهم في ساحة  طائرات ودبابات الظالمين وهم لدينا معروفين " قلنا: يا رسول الله؛ اليهودُ والنَّصارى؟ قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: فَمَن؟!)

الأمة لا تسمع منها تهديد ولا وعيد وقد منع حتى الكلام والتنويه أو التلويح فقد شرطت أمريكا دخولها بالفيزا على المسؤولين العرب عدم إظهار التعاطف مع غزة أو ذكر جرائم الإبادة وقد قبل القوم ذلك على أنفسهم واكتفوا بإشارة الصم والبكم "... كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ..." المنافقون/4 كأصنام قوم ابراهيم عليه الصلاة والسلام كيف يرضى الإنسان لنفسه وكرامته وعزته وإيمانه ذلك "مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ" لأجل هذا كله لا هيبة ولا مهابة لهم فالنتيجة " فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ" وهذا ما جعل العدوان الغاشم لا يبلى طالما أخذ إذنا بسكوت القوم فقد ورد في الحديث"... وَلَا تُنْكَحُ الْبِكْرُ حَتَّى تُسْتَأْذَنَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ إِذْنُهَا؟ قَالَ: أَنْ تَسْكُتَ" نعم سكوت رضاء بما يفعلون بأهلنا في فلسطين وغزة والقدس الشريف

فالآيات القرآنية والأحاديث النبوية مجالها أوسع وأعم مما نزلت من أجله أو موافقة واقعة فهي تشمل مجالات التشريع كاملة ومظلة للبيان وسعة لكل زمان ومكان...

للعلم هذا النداء الرباني يا ايها الذين آمنوا شامل عام وميزان تمحيص للمنافقين المروجين للشائعات والمتخاذلين في المواقف وقت الحاجة وكذلك الذين ملأوا الدنيا صياحا وكذبا وزورا وبهتانا إنا معكم مقاتلون وفي الخفاء هم يؤيدون العدو ويشجعونه على جرائمه يظهرون مالا يبطنون ...

المؤمن كالمقداد بن عمرو قال : يا رسول الله ، امض لما أراك الله فنحن معك ، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى : اذهب أنت وربك فقاتلا ، إنا ههنا قاعدون ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون...

لقد طال أمد الحرب الظالمة وظهر من خلف الستار وجوه كالحة لا ترحم أطفال المسلمين ولا نساءهم ولا شيوخهم ولا المستضعفين...ومازال يمدونهم بالسلاح والقنابل فالعالم ينكر تلك الجرائم وهولها وفظائعها...

" إلا عجوزا في الغابرين" 135 الصافات،

تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات / الاردن



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق