الأربعاء، 23 نوفمبر 2022

لعينيك/بقلم باسل بزراوى أكاديمية سلينا للشعر والأدب

 لعيْنيْكِ 

لعيْنيْكِ يحلُو الشعرُ مع همسَةِ الفجرِ

ويُرخي عَنانَ الروحِ في بحرِهِ بَحري

تَراءى لكِ المعنَى وبانتْ فُصُولُهُ

تَروقُ على وجْدٍ تبَدَّى على جَمْرِ

فكُنتِ على جِسر التلاقي خميلةً

من الشعرِ والقُنْدُولِ في ليلةِ القدْرِ

يَرُوحُ بكِ النايُ الذي يعزِفُ الهوى

إلى الأفُقِ المَغزُول من رقّة النشْرِ

إذا أورَقتْ فيكِ القوافي تَكَلَّلتْ

جَمالاً ..وباتَ الحُسْنُ في روحِها يَسري

تُسَجِّعُها وَرْقاءُ في الظِلِّ كلّمَا

تَهيجُ غُصُونَ الدوحِ شَوْقاً إلى السَّفْرِ

وتَصبُو إلى تلكَ الروابي كَليلَةً

فَتُغري بها الليمونَ  في ساعةِ الصفْرِ

كأنَّ بها جُرْحاً تَقادَمَ عَهْدُهُ

ورَقَّتْ ورقَّ القلبُ ظمآنَ في الصدرِ

تبوحُ بما أوحى إليْها أصيلُها

فَتُصْبي ربُوعَ البيدِ رَيَّانةَ السحْرِ

تُناجيكِ بين الجسرِ والموجِ كلّما

تنَفّسَ فيكِ الصبحُ في بَسمةِ الثغْرِ

وتُبدي لكِ الآمالَ بيضاً بواحةٍ

منَ الهمسِ والإيحاءِ والعِطرِ والزهرِ

فكُوني على كلِّ المسافاتِ همْسَةً

تناجي النجومَ الساهراتِ معَ البدرِ

وكوني على خُضرِ الضفافِ يمامةً

تُساقي الصَّبا وجداً أرَقَّ من الخمْرِ

ورُدِّي إلى تلكَ المغاني بَريقَها

فتصفو بها الأحلامُ  في غابةِ الشعرِ

لِيُورِقَ دوْحُ الحلمِ في قمّةِ الذرَى

ويَهدأُ موجُ الوَجدِ في غفلَةِ العمْرِ


باسل بزراوي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق