بسم الله الرحمن الرحيم
من هدي النبوة
"... أَيَّام الْعَمَلُ الصَّالِحُ ..."
أَيَّام الْعَمَلُ الصَّالِحُ مع ليالي العشر من ذي الحجة أيام وليال تميزت بصلاح الأعمال والأقوال والأفعال،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :-
( مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ
قالوا يا رسول الله :- ولا الجهاد في سبيل الله ؟
قال:- وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ،
إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ
ما أجمل هذا الحديث في ذكر كافة الأعمال الصالحة في أوائل العشر من ذي الحجة منها :-
- الصيام :-
عن هُنَيْدَةَ بن خالد رضي الله عنه عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهن...
قالت :- " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ..."
- الإكثار من ذكر الله:-
قال الله تعالى "وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ"
قال ابن عباس رضي الله عنه هي أيام العشر،
فاكثروا فيها من التهليل والتكبير والتحميد وهو غير مقيد بوقت، على اية صيغة كانت كقولك " الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. لا إله إلا الله ، الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. ولله الحمد "
- أحيا سنة التكبير :-
فقد كان ابن عمر وابو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما –
فضل الصلاة :-
صلاة الفريضة والتطوع بالنوافل فهي زيادة في الحسنات ورفع الدرجات وتكمل النقص،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :-
( مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي لِلَّهِ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا غَيْرَ فَرِيضَةٍ ، إِلَّا بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ )
- الصدقات :-
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :-
" ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفاً ، ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكاً تلفاً "
- الإصلاح بين الناس :-
قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :-
" مَا عَمِلَ ابْنُ آدَمَ شَيْئًا أَفْضَلَ مِنَ الصَّلاةِ , وَصَلاحِ ذَاتِ الْبَيْنِ , وَخُلُقٍ حَسَنٍ "
- - مخالفة الشيطان وعدم طاعته
فالشيطان يرضى من الإنسان أية معصية وإن صغرت حتى اللمم...
" قال رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" مَا رُئِيَ الشَّيْطَانُ يَوْمًا هُوَ فِيهِ أَصْغَرُ، وَلَا أَدْحَرُ، وَلَا أَحْقَرُ، وَلَا أَغْيَظُ مِنْهُ يَوْمَ عَرَفَةَ، وَمَا ذَلِكَ إِلَّا مِمَّا يَرَى مِنْ تَنَزُّلِ الرَّحْمَةِ وَتَجَاوُزِ اللهِ عَنِ الذُّنُوبِ إِلَّا مَا رَأَى يَوْمَ بَدْرٍ "
- "مَا مِنْ أَيَّامِ الْعَمَلُ الصَّالِحِ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ" تميزت هذه الأيام العشر عن غيرها أن العمل الصالح فيها يحبه الله فأحبوا ما يحبه الله تدخلوا في طاعته ورضوانه
- أرتقى العمل الصالح فيها إلى مرتبة عالية لا يضاهيه حتى الجهاد في سبيل الله ولا يوازي العمل الصالح في العشر
"إِلا رَجُلا خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ"
فهذه مكانة ودرجة أيام العمل الصالح، فمن غفل عنها فاته الكثير الذي لا يعوض،
إذن لا تسمع لأي قائل كان فأي عمل صالح تقوم به لله أو نية طيبة كريمة يكتب لك الأجر فقد يقول قائل الصيام غير واجب أو الصلاة أو الزكاة أسمع أحاديث الرسول ودع عنك كل ذلك ...الخ
فإيهما أصدق تعميم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "العمل الصالح" أي عمل صالح سواء الصيام فإن لم تقدر عليه ، تقدم صدقة، فإن تجد فكلمة طيبة ، فإن لم تجد إصلاح ذات البين، فإن لم تجد فالصلاة أو قراءة القرآن أي عمل صالح يتسنى لك لا على التعيين ولا تفاضل بين الأيام وإنما منافسة ومسارعة ومسابقة في ايام الخير والازدياد والإكثار...
فالله فضل بين الأيام سواء العشرة الأخيرة من رمضان أو من بداية عشر ذي الحجة على أساس جهدك وعملك وفعلك وقولك فيها أيام مباركة كلها، فالمحسن من أكثر فيها بالخير، فلا تكن من المقلين ففيها فضل كبير، وأياك التقصير فيفوتك الخير الكثير...
الحديث"... قالوا: يا رسولَ اللَّهِ إذًا نُكثِرُ، قالَ: اللَّهُ أَكثَرُ..."
تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات / الأردن
