صَمْت
زكية كبداني
كَمَا أَنْتَ، هُدُوءُ الظِّلِّ يَكْسُوكَ،
وَحُلْمُ ذَاتٍ فِي الْعُيُونِ يُجَمِّلُكَ…
تَمْشِي فِي الْأَرْضِ، وَالْخُطُوَاتُ سَاهِيَةٌ،
كَأَنَّكَ لَمْ تَعْرِفْ مَا يَحْمِلُ الْقَدَمْ…
تَزْهُو الْحُرُوفُ، وَفِي الْمَعَانِي خَفْقَةٌ،
لَكِنَّ يَضِيعُ الصِّدْقُ فِي ثَوْبِ الْكَلِمْ…
كَمْ سَمِعْتُ مِنْ ادِّعَاءَاتٍ سَمَتْ،
لَكِنَّهَا مَا شَبِعَتْ فِكْرًا، وَلَا اتَّسَمَتْ!
تَعْلُو الْمَظَاهِرُ، وَالْمَضَامِينُ غَائِبَةٌ،
كَمْ مِنْ سُكُونٍ كَانَ أَنْقَى مِنْ نَغَمْ…
نَظَرَاتُكَ تُلْقِي ظِلَالًا عَابِرَةً،
لَا تُصِيبُ الْقَلْبَ، لَا تُغْنِي، وَلَا تُفْصِحْ…
وَإِنْ نَطَقَ الْحَدِيثُ، فَإِنِّي
أَرْوِي السُّكُونَ، وَأَسْتَضِيءُ بِمَا نَفَمْ…
وَإِذَا سَكَتُّ، فَالسُّكُوتُ رِسَالَةٌ،
فِيهِ الْوَقَارُ، وَفِيهِ فِكْرٌ مُحْتَشِمْ…
أَبْقَى كَضَوْءِ الفَجْرِ يَسْطَعُ بِهُدُوءٍ،
وَفِي نَبْضِ السُّكُونِ قُوَّةٌ وَاحْتِرَامُ!
مَا كُلُّ مَا يُشْرِقُ يُرَى بِعُيُونِنَا،
فَالضَّوْءُ أَحْيَانًا يُقَاسُ بِمَنْ فَهِمْ!
13/06/2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق