بسم الله الرحمن الرحيم
قبس من نور
"... ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ ...
دقة الوصف القرآني في تصوير الحدث واختيار الكلمات له...
فالظهور عادة يسبقه خفاء المفسدين للفساد ثم ظهوره للعلن ونشره على الملأ والتسويق له لعل أن يكون له قبول عند الآخرين وعادة النفوس السليمة لا تقبل إلا ما كان موافقا لفطرتها الصحيحة، والرديئة تكون فرصتها اختيار الأسوأ ، كالماء الزلال يشربه الصحيح، فيجد فيه عذوبة مستساغة، ويشربه العليل فيجده فيه مرارة لاذعة...
قال المتنبي:- ومَنْ يَكُ ذا فَمٍ مُرٍّ مَرِيضٍ يَجدْ مُرّاً بهِ المَاءَ الزُّلالا
ومنها تأتي كلمة الظهر ويراد بها قوة الانتشار وسمي وقت الظهر ظهرا لأنه أظهر أوقات النهار
أما الفساد فهو دليل الخراب والدمار على عكس الإصلاح والاعتدال فهو حالة سيئة مضرة نتيجة ظهور الفساد وانتشاره
أما البر فهو دليل الطهارة والبعد عن الرذيلة ومن المستغرب أنتشار الفواحش في البر وأما المدن فيه تزخر بكل ما هب ودب من الصالح والطالح...
وبعد رصد معنى كلمات العنوان، نصل إلى هدف المفسدين نشر الرذيلة في أي مكان،
من الغريب العجيب المستهجن المناظر التي شاعت على في موقع سياحي ترفيهي يتردد عليها الكثير من الناس المحترمين للاستمتاع بطبيعة الصحراء الأردنية عند غروب الشمس وشروقها والسير فوق الكثبان الرملية وركوب الجمال للترفيه في وادي رم وبين هذا وذاك ظهرت شلة أذلة خرجت عن المألوف بالرقص والعري قصدا نساء ورجالا دون ذوق منهم أو حياء
وسكوت وزارة السياحة دون تعليق كأن الأمر لا يعنيهم لا من قريب أو من بعيد أو أن الأمر مباح...
ما هكذا ترد الأبل يا سعد على وادي رم؟ فأعطوهم غضة طرف تصريح وإنما بطريقة التلميح،
وعلى أنغام الموسيقى والرقص وبروز الصدور وظهور الأفخاذ العارية والألبسة الفاضحة لاحت لهؤلاء الشلة نسخة من صور الأمم السابقة ظهور سحابة حسبوها تحمل مطر خير وبشارة رحمة وإذا به ما استعجلتم من العذاب...ولستم بأعز الناس الذين نالهم العذاب في سالف الأيام !
قال الله تعالى "وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ"45 ابراهيم...
تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات/ عضو اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق