الأربعاء، 26 فبراير 2025

قبس من نور/د احمد محمد شديفات مجلة روائع الشعر والنثر وفرسان الحرف

 بسم الله الرحمن الرحيم

قبس من نور

"... لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ ۚ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ..."

هذا القرآن الكريم الذي لا تنتهي عجائبه ولطائفه ولا غرابة في ذلك فهو يأتي في وقت الحاجة كما نزل منجما على رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم "... لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ..."32 الفرقان

آية العنوان 67 وردت في سورة الأنعام كأنها نزلت للتو لتثبت أفئدة المؤمنين الصادقين مع الله الواثقين به إيمانا وطاعة ويقينا وعهدا ووعدا أنه لا يتحرك متحرك ولا يسكن ساكن إلا بأمر الله،

عالم اليوم يخالطه الجنون لما يصدر عن بعض رُؤسَاءه من تصرفات وتصريحات لا يستوعبها عاقل ولا يستسيغها صاحب فطرة سليمة والكل مشغول بما سيحصل أو سوف يحصل غدا

فالجنون فنون تنادت وسائل الأنباء من كل حدب وصوب ولا تصدق كل ما تسمع من تحليل أو تذييل بعد الهزيمة النكراء التي لحقت بالقوم وأثبت القرآن ذلك "سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ"45 القمر، وقد حصل والخبر إلى كل إنسان وصل...

قال رئيسهم الجديد –وقد أتى بنبأ سخيف ليرهب الضعيفة قلوبهم من جعل غزة ريفيرا الشرق الأوسط بين تهديد ووعيد فذهبت أبحث عن كلمة ريفيرا التي وعد بها فلم أجد لها في معاجم اللغة العربية أثرا عند العرب حتى العرب المستعربة ثم وجدتها في اللغة اللاتينية تعني ضفة النهر أو الشاطئ، غزة تقع على شاطئ البحر الأبيض المتوسط ، وبعد ما تعرضت للدمار صاحب النبأ عرض أن يشتريها – ممن -- بصفته رجل عقارات فهو البائع والمشتري بالذات أو تحويلها وتدويرها لاس فيغاس عاصمة الشرق أوسطية للترفيه ذات كازينوهات وفنادق ومسابح وملاهي ونوادي للعراة بالخط العريض من طهر إلى عهر بعدما جبلت تربتها بدماء الشهداء، وحلقت في سماءها  ملائكة الرحمن ,,,

هذا الطرح كله هَذْرَمَةُ خارج الصندوق أفكار مأفونة ومبادئ وهمية وتفكير غير معهود فقد تترك صاحبه لعقلك العنان أن يأتي بكل فكرة غريبة عجيبة غير متحققة

القرآن في آية العنوان أبطل كل هذه السخافات والتسحيج غير المسؤول على أن لكل نبأ هام مصدر صادق موثوق  ثابت حتى يستقر في مكانه نفعا للبشرية كافة طبعا هذا بتقدير الله ولا يسع البشر الآتيان به كونهم لا يملكون الزمان والمكان "وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا، إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ..."24،23 الكهف ،ونبأ الزعيم مبني على طمع وعدوان وتبيت نية سيئة فهو نبأ هزيل ضعيف يلهث مع مجموعة وراءه غايتهم القتل والتهجير فقصده مردود عليه،

يشترط في الخبر الفائدة العظيمة للبشرية لا إلحاق الضرر بالغير كما يراد بنبأ الزعيم الطرد والفسق والفجور والوعد المكذوب بإعادة الغزيين بعد التعمير، لو كان صدقا لكان تهجيرهم إلى موطنهم الأصلي حيفا ويافا التي تم تهجيرهم منها بقوة النار والحديد لا الطرد إلى موقع لا يمت لهم بصلة لا من قريب ولا من بعيد،

فلا تنخدع كمسلم لما يروج له من طروحات ومصائد ومكائد فقد ورد في الأثر عن عُمَرَ بن الخطَّاب رضي الله عنه قال لستُ بالخِبِّ، ولا الخِبُّ يَخدعُني" فليس المُؤمن مُخادعًا غادرًا، كما لا يَسمح لغيره أن يغدر به ويَخدعه؛

والخِبُّ هو المُخادع الغادر؛ كهذا الماكِر المراوغ المتبرم من يضمن له عهدا أو يصدق له قولا وهو من قام وساعد في التدمير والتجريف والقتل وما زال على ذلك المنوال،

إذن لكل نبأ مستقر ينتهي اليه، والاستقرار بمعنى الثبات في مكانه المخصص له على ما أراد له رب العالمين وهذا كما ذكرنا لا يقدر عليه إلا الذي قدره وأنشأه " وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا"

فآية العنوان تضمنت  تهديد ووعيد شديد  لأولئك النفر أنهم سوف يعلمون ذلك في المستقبل بإرادة الله مالك الملك،في الدنيا بعدم تحقيق مقصدهم وتكذيبهم  أو بالآخرة بالعذاب الأليم والله أعلم وأجل وأكرم أن يدفع عنا كيدهم ومكرهم وخداعهم ونفاقهم ويطعنهم في نحورهم ويردهم على أعقابهم خاسرين

قال الله تعالى "قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ" 14 التوبة...إذن مع الله تكن على يقين أنه لا يحصل شيء إلا بتقدير رب العالمين ونعم بالله

" الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) 173آل عمران .

تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات/ عضو أتحاد الكُتَّاب الأُدَبَاءُ الأردنيين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق