بسم الله الرحمن الرحيم
من هدي النبوة
{...غدا أو راح ...}
الغُدْوَةُ :هي الغَداة ، وقتها ما بين الفجر وطلوع الشَّمس.....
الرَّوْحَةُ : المرَّة من الرَّواح وتكون آخر النهار ....
يفيد الحديث تكرار عملية الذهاب والإياب في الخطى نحو المساجد طمعا في رضا الله
إذن أول ما تبدأ به يومك مع بشائر طلوع الفجر الغداة إلى المسجد، ليكن أول لقاء لك مع الله وتسجل من رواد المساجد وهذا تفاؤل حسن وتكن من السبعة الذين يُظِلُّهُمُ الله في ظِلِّهِ يومَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّه رَجُلٌ قَلْبُه مُعَلَّقٌ بالمساجدُ...
وفي خاتمة يومك ورواحك إلى بيتك كن في وداع مع الله، تبقى حياتك مرتبطة بالله
وفقا لقوله تعالى "وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ"99 الحجر
فقال صلى الله عليه وسلم :-
(مَنْ غَدَا إلَى المَسْجِدِ وَرَاحَ أَعَدَّ الله لَهُ نُزُلَهُ مِنَ الجَنَّةِ كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ )
فالنزل بضم النون والزاي المكان الذي يهيأ للنزول فيه ، وفيه كافة سبل ووسائل الراحة والأمان والاستقرار النفسي والجسدي،
ومن أحسن ما دعا به نبي الله نوح عليه السلام ربه "وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلًا مُّبَارَكًا وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ"29 المؤمنين
وبسكون الزاي ما يهيأ للقادم من الضيافة وحسن الاستقبال ونحوها ويحتمل المعنيين
فكم هي البركة المباركة في النزل لمن غدا إلى المسجد وراح من الخيرات والفوز والنجاح المريح للنفس الذي لا يعلمه إلا الله فالأعمال لا تأتي إلا بالصبر والبذل،،
فهذه بشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل المواظبين على الصلاة
فالمصلي ضيف مرحب به في أي بيت من بيوت الله تعالى :- (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّه أَحَدًا}
وقال:- النبي صلى الله عليه وسلم
من توضأ في بيته فأحسن الوضوء،
ثم آتى المسجد فهو زائر لله تعالى،
وحق على المزور أن يكرم زائره}
وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :-
«أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى بُطْحَانَ،
أَوْ إِلَى الْعَقِيقِ،
فَيَأْتِيَ مِنْهُ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ فِي غَيْرِ إِثْمٍ، ولا قَطْعِ رَحِمٍ؟
فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ نُحِبُّ ذَلِكَ،
قَالَ: «أفلا يَغْدُو أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ
فَيَعْلَمُ،
أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ،
خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ، وَثَلاثٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلَاثٍ، وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَرْبَعٍ، وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الإبل}}
فالمكافأة تأتي على قدر المُكافِئ... كما الهدية على قدر المهدي فالأجر لا يعلمه إلا الله المعطي الكريم...
فالحياة فرص أغتنمها فإن هي ذهبت لم تعد وهي إما لك أو عليك وأنت صاحب الاختيار للنزل كم قالت آسيا بنت مزاحم "وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ...)11 التحريم
فليكن اختيارك موفق بإذن الله...تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات/ الأردن