الثلاثاء، 21 مارس 2023

خيال عاشق/الشاعر صفوان القاضى مجلة روائع الشعر والنثر وفرسان الحرف

 "خيال عاشق"


وحدي مُقيمًا هُنا في البراري

الشمس ظِلِّي والضياع داري

أفترِّش الحصى سريرًا وأرتدي

الظلماء لِحافًا وأنام ع شُرُوري

لا وكر لا كهفٌ ولا كوخٌ هنا

صحراء جرداء بلا ضواري

البؤس زادي والزِيادةُ بالردى

أقتات نارًا وأطفاؤها بِنارِ

لا تسألي عني... هذا أنا 

أحسو الكؤوس علاقمًا ودمارِ

وأخرسُ في الصمت الكثيب 

وأغرقُ في تيه عِشقي للصحاري

وأُناجيكِ تِكرارًا كُلما

توهَّجَ الشوق إليكِ ولِلديارِ

وألوح بألف آهٍ وأبوح لعبلةٍ

بأبياتٍ من قصائد نزارِ

أبوح بالصوت الكبير مُساءلاً

أين أنا وأين كان حِواري؟

فتجيبني الأشباح وهذا الدُجى

يا عاشقًا وهم الصِباء الغداري

حاشا بِعِشقكَ أنْ تنالَ مطالبًا

كلا ولا.. مالاحت النجم والأقمارِ

وأطوف بين آهات توهُمي

أخشى الغياب وأشتهي الأسفارِ

فتُطل كالطيف أمامي بِبهجةٍ 

وتسرقُ من جمال الورد والأزهارِ

فيمُر طيفها العُذري بِخاطري

يسبي العُقُول ويُدهِشُ الأفكارِ

فلم أجد في البلاغةِ صُورةً

أبوحُ بها مُبالغًا لِفُتُونها المُتواري

الله كم وهب الجمال وزادها

فوق الجمال مهابةً وفِخارِ

جاءت وفي أحشائها لوعةٌ

وغادرت المكان فأطفأت الأنوارِ

تركتني للحلم أتوهّمُ حينها

بل للخيال بلهفةِ المُحتارِ

لأظل أصيغُ الخيال قصائداً

وتظل فاتنةَ النُهُود حِواري


صفوان القاضي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق