بسم الله الرحمن الرحيم
من هدي النبوة
"... أنا وَكافلُ اليتيمِ في الجنَّةِ ..."
من أراد اختصار الطريق على نفسه عليه يأخذ ببشرى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وقال بإصبعيه السبابة والوسطى"
ما قاله الصادق المصدوق وتعهد به أمام أمته بضمان الجنة على من كفل يتيم سيكون في معية الرسول عليه الصلاة والسلام في الجنة ، إذا أردت الجنة عليك العمل والاجتهاد بكفالة يتيم حتى تكون رفيقا مع نبيك محمد صلى الله عليه وسلم في الجنة ، لا تفكر أن هذه الجائزة والبشارة سهلة وفي متناول الجميع فقد غفل عنها الكثير حبا في المال وعدم التفرغ لعمل الخير
المطلوب منك أخي الكريم أقل القليل كفالة يتيم واحد في حياتك ومن منا لا يستطيع ذلك؟ وهو يطمع ويطمح بدخول الجنة،
وكأن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بما يوحى اليه يستشرف مستقبل هذه الأمة وما سيؤول اليه وقد كثرت الحروب والفتن لأتفه الأسباب وقتل الآباء والأمهات وظهور جيل عريض من الأيتام بحاجة كفلاء يكفلونهم شظف العيش والتربية والمسح على رؤوسهم ودموعهم طلبا للثواب والحسنات.
ولكن هيهات هيهات وقد قست القلوب وانشغلت عن المطلوب وسادت الأنانية وحب الذات وتقوقع الناس على تربية أولادهم فقط دون النظر لأحد، وقد ذكرهم سبحانه وتعالى"وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا" آية 9 النساء
لا تتصور هذه البشارة تتناول الجميع فهي صعبة المنال وقد حالت دونها متاع الحياة الآنية "كَلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ" آية 14 المطففين، وعميت دونها بعض الأبصار مع أن الجائزة يتمناها كل راغب ويسعى نحوها كل طالب ومع هذا "... ألا إن سلعةَ اللهِ غاليةٌ ألا إن سلعةَ اللهِ الجنةُ..." هذا هو السهل الممتنع لا يناله إلا "إِنَّهُ مَنَّ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ"90 يوسف، وقال الله عزوجل " لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ" 92 آل عمران
كفالة اليتيم والجنة أقرب من السبابة والوسطى متباعدتين أو متلاصقتين معا هذا هو وصف الصادق الوعد الأمين "وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ" 133 آل عمران، فالكفالة تحتاج للمسارعة والسباق نحوها التي لن ينالها إلا أهلها وهم قليل ؟!
قال عليه الصلاة والسلام قال (أنا أول من يفتح باب الجنة، فأرى امرأة تبادرني -أي تسرع خلفي لتدخل معي إلى الجنة- فأقول لها: مالكِ؟ من أنتِ؟ فتقول المرأة: أنا امرأة قعدت على أيتام لي) معنى قعدت عن الزواج والحديث وإن كان ضعيفا ويؤخذ به في فضائل الأعمال،
تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات / الأردن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق