السبت، 28 يناير 2023

ذعر مفزع/بقلم صفوان القاضى مجلة روائع الشعر والنثر وفرسان الحرف

 "ذُعر مُفزع"


صحوتُ كالمذعُور أفِرُ هارِبًا

وأهربُ فلم أجد مفراً للهروبْ

مما فزعتُ لستُ أدري أنا

ما الذي هزَّني ما الذنوبْ

في صحوتي لم أرى شيئًا 

سِوى الفراغ والطيف اللعوبْ

إنها قِصةُ الذُعر تجتاحني

في منامي تُشعِلُ الدُنيا حُرُوبْ

وترى "العنين" مُثقلُ الأوهام 

يرتشفُ الظماء، والحلم الكذوبْ

فتغلغل الأهِ في أعماقهِ 

وتكدست في نفسهِ كوم الكروبْ

إنهُ أشقىَ من الشقي وأتعسُ مِن،

بائسٍ تسدَّدت في وجههِ ثغرات الدروبْ

السُمّْ يسمو والعلقمَ في كأسهِ

والأسى زادٌ في شفاهي يذوبْ

ليت كُلِ الفاتنات وكلَ الذي

غازلتني في صبائي ليت القُلُوبْ

ليتها اليوم ترتمي نظراتُها، ليت 

التجاعيد ماتت قبل إظهار العِيُوبْ

صبوةٌ كانت في الصباء تتعجبُ

من ملامح الحسن مني كانت عجوبْ

أتى إليَّ الشيب قبل موعدهُ 

واليأس مزقني من جيز الشِيُوبْ

ليتني ذاك الذي، كان بالأمس 

وِرعًا، كُل الفاتِنات فيهِ تذوبْ

أو ليتني طِفلاً تمتَّعَ في جهلهِ

مثل أطفال باقي الشُعُوبْ

أحرمتني يا شيب نظرةَ مُغرمٍ

جدلت بي لليأس صرتُ الندُوبْ

بالله يا حزن أخبرني، كيف 

أتراجعُ للخلف خطوةً؟ كيف أتوبْ؟ 

كيف أستدير وأعود لذاك الزمان الذي 

كان متاعًا فيهِ، لا مُتعةُ للذُنُوبْ 

حطَّ فينا مأتمٌ والإنحطاط قد خيمَ

بعد الضياع كيف نأمل بالسُحُوب؟

قُصُورنا أكواخ جِدرانُها مأساةٌ

وبلاطُها الحسرات والضوء العذُوبْ

لها نوافذٌ تقتات السِتار 

ليعبث بِنا الريح الهبوب

حتمًا: "نعيش... ونبكي" 

نشكي بنا فينا "لِعلامُ الغُيُوبْ"

هذه مأساةٌ تُكتب على الأوراق 

وماساةٌ لا يُترجمها مُعجمٌ ولا حاسُوبُ


كلِماتِها الأهُ والأنات وحِبرُها أدمعٌ

مخزونةٌ في القلب 

لا بصدر مُحب أو محبُوبْ

إنهُ يائسٌ يكشف الظاهر 

ولا يظهر المحجُوبْ

يُعاني مثل باقي الناس 

ولكنَ الصمت يغلب المغلُوبْ

سمات الحزن على خديهِ

لا داعي للتوضيح دع المسلوبْ

زمان الحرب أفنىَ العُمر

وبدَّل الأفراح بالمغظوب

وأغفى ساهرون الشعق

فأضحيت يا هذا قالباً على مقلوبْ 

الكل في زحمة الأفكار يضجُ

ضجيجٌ من الصمت صوتهُ منهوبْ

فكيف يا مولى نُغيِّر الأحوال ارشدنا

وسر بالهم إلهم شعبك المنكوبْ 

توارت في خاطري الأشجان

وأسحقها رعيد الأماني بوسط الكوبْ

ثواني الجفا تشعل لظاها نار 

فتضرم اليابس مع المحطوبْ

مالي أرى الأيام لا تتغير

سوى تاريخها المكتوبْ

أما الأسى فييييييييييها 

أعمى البصير والموهوبْ

حسناً سوفَ نتركها تجري كما شاءت

لا يهم الموج من في البحار مدروبْ

ولا يعلم الظاميء بما في الكأس 

سُمًا ناقعًا كان أم عسل مسكوبْ

بل لا ينسى الملطوم صفعة الدانق

ويحمل الأنات من أصبحَ مضروبْ

ويعبث بأزهار الرصيف من صار

أسمهُ من قواميس الوطن مشطوبْ

ماذا لو فكر القاتل قبل القتل؟

بأنهُ سوفَ يكون للمحكمة مطلوبْ

وهل سيأمن القاتل وإن كانت ؟

ملفات قضيتهُ من النيابةَ مسحوبْ

رجاءً دعونا نحييكم بل تهنئكم 

بِعمر الحزن والحسرات، وأزمنةَ الحروب



صفوان القاضي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق