بسم الله الرحمن الرحيم
{{..الهَرْوَلَة..}}
الهَرْوَلَة :- هي جرى بين المشي والعَدْو أي أسرع خطوات كما يفعل بين الصفا والمروة فهي ليس ركضا،
الحديث"... وإن أتاني يمشي؛ أتيته هرولة ..."
وللهرولة رمزية تنتهي لهدف نبيل، وقد تكون خارج الهدف عندها تصبح تجديف بين عكازين ،
وأفضل المهرولين هدف هاجر عليها السلام بحثا عن ماء فكان زمزم.." عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ"108 هود
قال ابراهيم{{رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ
رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ
فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ}}
فَقَالَتْ لَهُ هاجر: آللَّهُ الَّذِي أَمَرَكَ بِهَذَا ،
قَالَ : نَعَمْ ،
قَالَتْ : إِذًا لَا يُضَيِّعُنَا"
وبدأت تهرول ما بين الصفا والمروة نحو الخير والبركة وقلبها نحو أبنها اسماعيل عليه الصلاة والسلام لتجد له ماء فكانت النتيجة أن رزقت بماء زمزم دائم الخير لا ينضب....
أما في أيامنا هذه كثرت هرولة التجديف والغالبية العظمي أصبح يهرول القهقرى إلى الوراء مع أن الهرولة إلى الأمام أفضل، وهرولته القهقرى هذه غير صحيحة وقد تكون بدون إرادتك وعندها يتعثر لأن هرولته هذه عكسية فيها كثير من المخاطر والمحاذير والحفر التي لا تراها وأنت راجع إلى الخلف،
قال الله تعالى "أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَىٰ وَجْهِهِ أَهْدَىٰ أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ"22 الملك
هذه بغض النظر فالهرولة الغير متأنية وبعكس السير غير معهوده، إلا أنه قد كثر المهرولين رؤساء ومرؤوسين، وشعوب تعبانين وأمم تتبع أمم كانت في القمة عادت أدراجها القهقرى لأنها هرولة خارج الصراط المستقيم هائمة مكبة على وجهها....
فالهرولة العكسية مصيبة أصابت الأمة في مقتليها فهي تركض هرولة مع الراكضين شرقا وغربا في كل الاتجاهات المتعاكسة بدون تقدير إسرافا وتبذير وهدرا لكل أموالنا وأوقاتنا وقيمنا دون أن تحسب لهدف مبين ومع هذا وتلك أصبحنا أمة الهرولة ضد بعضنا البعض كالأمواج العاتية تضرب صخور قاسية ثم تعود أدراجها.
كَنَاطِحٍ صَخرَةً يَوْماً ليوهنها *** فَلَمْ يَضِرْها وَأوْهَى قَرْنَهُ الوَعِلُ
أيها العرب في كل مكان أتركوا عنكم الهرولة لغيركم وهروا لأنفسكم وأهدافكم وأبناءكم ونساءكم وعمومتكم تنالوا رضاهم........
فكم من مهرول كأبي رغال مازال يهرول خلف أبرهة الأشرم ذليل رمزا للخيانة والغدر يهرولون أمام ساداتهم عراة مكاء وتصدية فهم عبيد الهرولة...
أتركوا عنكم سفاهة الهرولة غير الهادفة ؟
لتكن هرولتكم كهرولة هاجر بحثا عن رحمة وشفقة على شعوبكم ومستقبلهم....
فالهرولة الطبيعية تنسجم مع حركة الكون والفطرة البشرية، وتدور مع فلك الكون في حركة منضبطة
وفق مراد الله للوصول لما يرضى الله ورسوله...
تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات/ الأردن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق