قبس من نور
{{... يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ...}}
من أجمل عبارات المحبة، ومن هذه محبة الله لهم حب عناية وحفظ ولطف، وإذا احبك الله أصطفك، وإذا أصطفك كنت كما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:-
إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ،
وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ،
وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ،
فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ
وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ
وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا
وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا،
وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ،
وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ)
إذن هذه هي المحبة والرعاية والعناية الإلهية للمحبوبين من رب العالمين مقابل المسارعة في أعمال الخير
وزيادة في ذلك إن أردتم (كُونُوا رَبَّانِيِّينَ)أي عباد خُلَصَاء لله في العلم والعمل والقدوة وتعليم البشر الخير،
قال الله تعالى لآدم عليه السلام(ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ) فالعودة والتوبة هداية من الله
إذن هو الله الذي اختار الهداية لأدم فهذا منتهى المحبة والنجاح والفلاح ولكن لا يأتي هذا إلا بتوفيق الله والعمل الصالح يرفعه .......
أقرا قول الله عز وجل :-
(يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّوْنَهُ
أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِيْنَ...تواضع ولين جانب ورحمة ومحبة وشفقة ونفع وبعد عن الغلظة والإهانة والتحقير.
أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِيْنَ...رفعة وأنفة وترفع وعزة وتمايز....وهذا دليل قوة الحق لا الكبرياء بالباطل.
يُجَاهِدُوْنَ فِيْ سَبِيْلِ اللهِ...جهاد محصور فقط في سبيل الله لا ظلم فيه ولا عدوان ولا تعدي على الآخرين....
وَلاَ يَخَافُوْنَ لَوْمَةَ لاَئِمٍ...في تبليغ رسالة ربهم دون تبرم أو تلون أو استهانة أو استخفاف أو تنازل أو مساومة
ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيْهِ مَنْ يَشَاءُ...هذه هي صفاتهم كلها منة من الله وعطاء إلا أنه لا يعطى ذلك الفضل إلا للمحبوبين
وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيْمٌ)إذن علم الله واسع كما هو عليم بمن يستحق محبته وفضله ...
كونوا أحباب الله، وهي متطلبات مرحلة اليوم وقد كثرت الملهيات والمغريات والمنسيات وقد أنغرس حب الدنيا في النفوس، فتقربوا إلى الله بالفرائض والنوافل والأعمال الصالحة تنالوا محبة الله ورضوانه واصبروا على ذلك...
تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات/ الأردن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق