الخميس، 7 نوفمبر 2024

يالمون كما تالمون/د احمد محمد شديفات مجلة روائع الشعر والنثر وفرسان الحرف

 بسم الله الرحمن الرحيم

قبس من نور

"...يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ..."

صورة قرآنية دقيقة توضح خَلَجات النفس الإنسانية وما يعتريها من ألم ووجع وهم وغم على أثر المصاعب والحروب والكروب لا يعلمه إلا من يعانيه والله يعلم ذلك وأخفى...

ورد هذا في آية 104 النساء "وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا " حقيقة هذه الآية تسلية وتبعث على الطمأنينة لعباد الله المؤمنين...

فالألم هو شدة الوجع سواء أكان ماديا أو معنويا أو نفسيا فهو يحط من قدرات الإنسان كلها

ويعتبر هذا بشارة نصر وقوة تحمل وجلد وعدم إظهار الضعف أو الاستكانة  أو التلكؤ فالنصر قد يكون صبر ساعة بالملاحقة والمطاردة والمتابعة والثبات وعدم إعطاء العدو فرصة لملمة أوضاعه أو فرصة التفكير بالانتقام ،وهذا دليل على إمداد الله وعونه...

دائما عنصر المباغتة والمفاجئة والمبادرة وضرب العدو ومهاجمته في عقر داره دون توجس أو تهيب أو خوف من كثرة حسبان سلاحه ورجاله يعتبر هزيمة وتراجع، فالمجابهة وجها لوجه من نقطة الصفر يوقع العدو في إرباك كما حصل...

لا يعلم الآلام إلا الله التي تنزل بالمجاهد سواء أكان جريحا أو شهيدا أو أسيرا أو محاصرا أو مطاردا فالموت يأتيه من كل جهة وصوب ...

فالآلام قدر مشترك لدي الطرفين المتصارعين وليس عذرا أن لا يتحمله المجاهد بالمصابرة في سبيل الله لخاصية ومزية له وهو أنه يقاتل من أجل أحقاق الحق والآخر من أجل الباطل ظالما وعدوانا إذن فالهدف له مكانته لما يترتب عليه من رجاء إما النصر أو الشهادة وهذا ليس موجود عند الطرف الآخر فهدفه التدمير والتشريد والتهجير

والخاتمة تأتي بالنتيجة أن الله يعلم هذا كله ،حكيم في ترتيب الثواب لمن يستحقه، والخزي والعقاب لمن حارب الله ورسوله وسعى في الأرض فسادا...

تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات/ الأردن


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق