الجمعة، 22 نوفمبر 2024

قبس من نور/د احمد محمد شديفات مجلة روائع الشعر والنثر وفرسان الحرف

 بسم الله الرحمن الرحيم

قبس من نور

"... وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ ..."

هذه آية 99 من سورة الشعراء...تحت عنوان "وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ" المجرمون يتصدرون مشهد المصائب في الكون كله، وهو حديث الخاصة والعامة فلكل منشغلون بالإرهاب العالمي الدولي الذي يتناوب على قيادته فئات مجرمة مهمتها الإضلال والتهديد والوعيد والتشريد مرددين إما أن تكونوا معنا وإما ضدنا لا ثالث لهما مع نفي العدالة ...

بعد هذا التمهيد لا يمكن أن تنتزع آية من مكانها من بين أخواتها لأن التناسق القرآني تميز بالدقة والإحاطة  فقد بدأت هذه السورة "تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ"آية2 فالقرآن كتاب مبين بأصله يضيء لك طريق الهداية وسبيل الرشاد والنجاة والصواب والرأي السديد بفطرتك دون حاجة لإضاءة من الغير ...

لو استعرضت هذه السورة الكريمة تجدها كلها اضاءات في مواضيع متعددة مفيد للبشرية تعطيك دلالات وفضائل وسير الأنبياء وإشارات كونية واجتماعية وحتى طبية "وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ.. وهكذا على امتداد مائتين وسبعة وعشرين عنوانا وآية...

منها هذا العنوان المجرمون الضالون صورة لهم مجسمة هيكلية محسوسة لا يكاد يخلو منهم مكان أو زمان يمثلون وجهة الباطل طبيعتهم حب الظهور والهيمنة والتسلط ولا يتحقق هذا إلا بالظلم والقتل والقهر، وينفثون تسلطهم من خلال  أبواق الأعلام والصحافة المضللة وكل ما يريدون وهم الآن تعج بهم البلاد في ظلم العباد من زمان ما استخف فرعون" قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ" طاعة تمويه وتضليل ووعود كاذبة وترهيب وتخويف وطمع وتدنيس...

فالقرآن الكريم هو الوحيد الذي نزع عن سوءتهم كل ستر ومكر وكشفهم من خلال سورة الشعراء ففيها دلالة وإشارة لوسيلة من وسائل الإعلام سميت باسمها الشعراء فأوصلت  رسالة لكل الإعلاميين سواء عن طريق التلفزة أو الشعراء أو الصحفيين أو الكُتَّاب فلم يعد يخفى منهم خافية أمام العالم كله وجرائمهم مكشوفة ودورهم في قتل رسالة الإعلام والصحافة والمراسلين ومنع حتى مداواة جرحاهم...

المجرمون هم الضالون سواء بإبعاد البشرية عن الهداية لدين الله أو من خلال الإفساد في أرض الله  "... رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ ..."38 الأعراف

تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات/ الأردن


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق