سيدنا إدريس وملك الموت
الجزء الثاني
أن سيدنا إدريس -عليه السلام- كان يعمل خياطاً، وكان كثير الذكر لله -تعالى- في عمله، مما زاده تقرباً لله -تعالى-؛ فقد كان يقول مع كل غرزة إبرة: "سبحان الله"، فلم يكن أحد في الأرض أحسن منه عبادة لله -تعالى- حين يُمسي،
وكان كثير الذكر والتضرع لله، حتى أنه كان أول نبى يهبط إليه سيدنا جبريل عليه السلام من السماء.
كان إدريس عليه السلام صديقا نبيا وهو أبو جد نوح، وأنزلت عليه ثلاثون صحيفة، ودعا إلى وحدانية الله وآمن به ألف إنسان، وهو أول من خط بالقلم وأول من خاط الثياب ولبسها، وأول من نظر في علم النجوم وسيرها.
هجرته إلى مصر
وقد أختلف العلماء في مولده ونشأته، فقال بعضهم الأول، وقد أخذ في أول عمره بعلم شيث بن آدم، ولما كبر آتاه الله النبوة فنهي المفسدين من بني آدم عن مخالفتهم شريعة (آدم) و (شيث) فأطاعه نفر قليل، وخالفه جمع خفير، فنوى الرحلة عنهم وأمر من أطاعه منهم بذلك فثقل عليهم الرحيل عن أوطانهم فقالوا له، وأين نجد إذا رحلنا مثل (بابل) فقال إذا هاجرنا رزقنا الله غيره، فخرج وخرجوا حتى وصلوا إلى أرض مصر فرأوا النيل فوقف على النيل وسبح الله.
وأقام إدريس ومن معه بمصر يدعو الناس إلى الله وإلى مكارم الأخلاق. وكانت له مواعظ وآداب فقد دعا إلى دين الله، وإلى عبادة الخالق جل وعلا، وتخليص النفوس من العذاب في الآخرة، بالعمل الصالح في الدنيا وحض على الزهد في هذه الدنيا الفانية الزائلة، وأمرهم بالصلاة والصيام والزكاة وغلظ عليهم في الطهارة من الجنابة، وحرم المسكر من كل شيء من المشروبات وشدد فيه أعظم تشديد وقيل إنه كان في زمانه 72 لساناً يتكلم الناس بها وقد علمه الله تعالى منطقهم جميعاً ليعلم كل فرقة منهم بلسانهم.
وكان إدريس عليه السلام هو أول من علم السياسة المدنية، ورسم لقومه قواعد تمدين المدن، فبنت كل فرقة من الأمم مدناً في أرضها وأنشئت في زمانه 188 مدينة وقد اشتهر بالحكمة فمن حكمة قوله (خير الدنيا حسرة، وشرها ندم) وقوله (السعيد من نظر إلى نفسه وشفاعته عند ربه أعماله الصالحة) وقوله (الصبر مع الإيمان يورث الظفر).
عالم الهندسة و أول خياط في التاريخ
واكتشف سيدنا إدريس لأول مرة العلاقة الهندسية بين الأرقام والكلمات، وكان أول خياط ومصمم أزياء وعلم الناس الزراعة، والخط واللغات والعلوم وبقية القوانين الحاكمة للهندسة والطب، فاستحق أن يكون المعلم الأول للبشرية من ناحية التدريس والتعليم، لذلك فإن مصر هي أسبق الحضارات قبل الشرق والغرب.
كما يذكر الكاتب أن إدريس أول من شيّد المعابد الضخمة، واهتم بتعليم الطب، وابتكار أدوات الزراعة والري مثل المحراث والشادوف المشهورين والمصورين على جدران معابد مصر القديمة، فيما ازدهرت في عهده المدن والصناعات وعرف الناس لبس الثوب الكتاني، وكان يتلقى وحى الآلهة ويرى الرؤى فى نومه، وهو ما يناسب سمة الأنبياء، بالإضافة لكونه أول من علم الناس الحياكة بديلة ارتداء الجلود.
.....
بقلم.
الأمير_محمود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق