ياعظيم العفو
*********************
وضعت نظارتي فوق أوراقي وجلست متأملًا
أرقب من خلف نافذتي نهاية للطريق
يعتصرني الألم على ماض من عمري ولىٰ
وتفتُ ذكرياته في صدري وتلسع كالحريق
أخاف من تقصيرٍ وقد دنت نهاية رحلتي
زادي قليل وتتشبث نفسي بأملٍ كالغريق
فكم سعيتُ مجتهدًا ليضئ الجمال صفحتي
متحاشيًا كثير قبح يحرمها من البريق
فمن منا سلِم ولم تغالبه بعض المعاصي
وكم منا سلِم وبرء واستقام على الطريق
أتيتُ إليك يا رحمن بثقلي من الذنوب
وليس لي سواك بعظيم عفوه من رفيق
فارفق بعبدٍ وحَّـدك ولم يشرك في حبك
في كل دنياه خلُُ محب ولا حتى صديق
وتب عليه وقد آتاك معترفًا بذنبه راجيًا
فمن يرجو سواك لينجيه من تيهٍ عميق
آتاك منكسرًا متوسلا يرموا ظل عرشك
إن لم تقبله حاشاك هذا الظل عنه يضيق
وسعت ربي بعفوك ورحمتك كل شيءٍ
فلا تحرمنا غفرانًا وتوبة بعظمتك تليق
واكتب لنا فيما بقي من رزق ومن عمر
حلالًا طيبًا وسعيًا كريمًا كله توفيق
مصطفى عبد الرحيم الفرا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق