بسم الله الرحمن الرحيم
من هدي النبوة
"... وَرَثةُ الأنْبياءِ ..."
استوقفني هذا الحديث طويلا لما له علاقة في حال علماء الأمة ولفت اهتمامي لما فيه من معاني مقصودة تثير الانتباه لما فيه من فصل وبيان كمن ينظر لنصف الكأس المليء من باب التفاؤل والسعادة فيما يخص الأنبياء ونصف الكأس الفارغ لا يبعث على الاطمئنان
بدأ الحديث "... وإِنَّ العُلَماءَ هم وَرَثةُ الأنْبياءِ،
وإنَّ الأنْبياءَ لم يُورِّثوا دِينارًا ولا دِرهَمًا ورَّثُوا العِلمَ فمن أخذَه أخذ بحظٍّ وافرٍ"
كل مخلوق له مهمة في الحياة التي خلق من أجلها حفاظا على التوازن الحياتي فالأنبياء مكلفون بتبليغ الرسالة المنزلة عليهم إذن ليست مهمتهم جمع المال وتوريثه الأبناء...
قال الله تعالى "يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ..."67 المائدة
أتسأل لما لم يكن علماء اليوم كما كان عليه علماء السلف على درجة عالية من بث العلم الموروث عن الأنبياء "...وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ..."54 المائدة--- في الحق، فقد أعد الله لهم طريق إلى الجنة، والملائكة تضع أجنحتها لهم، ويستغفر لهم من في السموات والأرض، والحيتان في جوف الماء، وفضلهم على غيره كفضل القمر على سائر الكواكب...كلها جوائز من الله ألا يكفي ذلك؟
بعض العلماء أصبحوا تجار مال وسلع وسيارات فارهة وشقق مترفة وأموال طائلة ينشطون من خلالها بالارتزاق والانشغال عن مهمة ميراث الأنبياء وذهبوا إلى تجارة خسارة وربح زهيد مقابل ربح آني وآخر مستأجر فيما لو أعطي مالا يغريه أو منصبا يؤتيه أو تزلفا لأمر يعنيه عندها يكون ثمنه بخس دراهم معدودة لمدة محدودة للعبودية والخدمة ثم الطرد والنسيان ...
إذن بعض العلماء باعوا أنفسهم وأضاعوا الأمة وخانوا أمانة الأنبياء " فَمَنۢ بَدَّلَهُۥ بَعۡدَ مَا سَمِعَهُۥ فَإِنَّمَاۤ إِثۡمُهُۥ عَلَى ٱلَّذِینَ یُبَدِّلُونَهُۥۤ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِیعٌ عَلِیمࣱ"181 البقرة، فمنهم من يترزق بالعلم
هذا تنبيه ودعوة هامة ووصية لكل عالم إما القيام بواجب حمل أمانة النصح للأمة عامة أو ترك تحمل الأمانة ، قال صلى الله وسلم موجها كلامه للعلماء " إن الدينَ النصيحةُ _ إن الدينَ النصيحةُ_ إن الدينَ النصيحةُ. قالوا : لمَن يا رسولَ اللهِ ؟ قال : للهِ ولكتابِه ولرسولِه ولأئمةِ المسلمين وعامَّتِهم"
تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات/ الأردن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق