الجمعة، 15 أغسطس 2025

قبس من نور / د احمد محمد شديفات مجلة روائع الشعر والنثر وفرسان الحرف

 بسم الله الرحمن الرحيم

قبس من نور

{{قُلْ نارُ جَهَنَّمَ أشَدُّ حَرًّا...}}

في مثل هذا الأيام التي مرت بأشد ما تكون حرا ولهبا وسخونة غير معهودة ليلا ونهارا ومع تقلبات الإنسان ذهابا وإيابا مع قيض الصيف المنقطع النظير ...

فالإنسان لا يتحمل أيا منهما من حر وقر والأيام لا تأتي حسب هواك هواء مكيف بارد صيفا ساخن شتاء...

فجاء هذا الرابط القرآني  للتذكير {{...قُلْ نارُ جَهَنَّمَ أشَدُّ حَرًّا لَوْ كانُوا يَفْقَهُونَ}}

 وإن كانت نزلت بخصوص الذين تخلفوا من المنافقين في غزوة تبوك إلا أن القرآن يصلح لكل زمان ومكان وحال ومآلات الحياة على وجه الأرض...

وقد جاء الخبر للبشر كافة من باب التنبيه قل يا محمد نار جهنم أشد حرا...إذن لا يوجد حرا أشد من نر جهنم خذ بالك؟

فلا يغيب عن بالكم من هذه الحرارة الزائدة التي لا تساوي شيئا مقارنة مع نار جهنم التي أعدت للعصاة المذنبين المجرمين وهم كثر...

إذن أنت الآن تستطيع أن تقي نفسك بأي طريقة الحر والحرارة بالظل والظليل والمكيفات والمرطبات والماء الزلال ولكن يا ترى في  الأخرة هنالك لا بيت  ولا ظل يحميك ولا حيطة تستظل  فيها الأمر مخيف....

يَقُولُ صلى الله عليه وسلم الحديث :-

{ تُدْنَو الشَّمْسُ يَومَ القِيَامَةِ مِنَ الخَلْقِ حتَّى تَكُونَ مِنْهُمْ كَمِقْدَارِ مِيل  فَيَكُونُ النَّاسُ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهمْ في العَرَقِ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلى كَعْبَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلى رُكْبَتَيْهِ، ومِنْهُمْ مَنْ يَكون إِلى حِقْوَيْهِ، ومِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ العَرَقُ إِلجامًا}}

هذا التذكير يحتاج للاحتياط قبل الوقوع في المحذور وعلى هذا نبه الرسول عليه الصلاة والسلام ففي الحديث ...

{{سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ:-

 إِمامٌ عادِلٌ،،،،،،،،،،،،،

وشابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّه تَعالى،،،،،،،،،،،،،،،

وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ بالمَسَاجِدِ،،،،،،،،،،،،،،،

 وَرَجُلانِ تَحَابَّا في اللَّه: اجتَمَعا عَلَيهِ، وتَفَرَّقَا عَلَيهِ،،،،،،،،،،

وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ، وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخافُ اللَّه،،،،،،،

ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فأَخْفَاها، حتَّى لا تَعْلَمَ شِمالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينهُ،،،،،،،،،،،

ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ}}

إذن أنت أخي الكريم صاحب الخيار والاختيار فهذا العرض أمامك مغري فلا تفوتك الفرصة ولا تفوتها على نفسك،،،فإن لم تكن حاكما، خذ وأختر الثانية فإن كنت شابا لا يفوتك الشباب حتى تصبح كهلا أو شيخا تصلي على كرسي لا تستطيع السجود...{ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (42القلم}  وتقول في نفسك ما الله مبديه لَيتَ الشّبابَ يَعُودُ يَوْماً انتهى...

وأنتقل فورا لبيوت الله المساجد فهي مفتحة الأبواب للعبادة ينادي بالذكر والتذكيرصباح مساء حي الصلاة ...حي الفلاح

{في بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ، رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ}

وها هي الشهوات والملذات والمناظر والنساء بين المناصب والمتع والجمال والقدرة والجاه والمال قالت هيت لك قل معاذ الله إني أخاف الله رب العالمين. فمن استعصم بالله نجا نحو ظل وفيء ورَيّ...

والخيار السادس الصدقة ومكانتها وإخفاؤها حتى لا تمن بها أو تستذل الفقير من أجلها {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ  لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ}

 أو تتعالى بهذه الصدقة رياء ونفاقا وإنما عطاء غير ممنون ،،،وبذل كفعل الرسول صلى الله عليه وسلم كان جوادا وكان أجود ما يكون في رمضان وفي أحسن وصف له الريح المرسلة المحملة بالخير والمعروف كالسحاب الحامل للغيث الذي يصيب الأرض فتنبت من كل زوج بهيج.....

والأخير الذي يظله الله في ظله صاحب الخشية والخوف والشوق والبكاء في الخلوات الذين زادتهم الظواهر الكونية من حر وقر إيمانا وطاعة وعبادة وتلذذا وقربا من الله ...

هذه الصفات فاضت عيناه دون إرادة منه فطلبه عند الله مستجاب يا أحباب ألم يقل صلى الله عليه وسلم{... وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ...}}

أبحث من أي صنف أنت تكون،،،،،وإن لم تجد نفسك مع من تكون فأنت في خطر وتعيش حياة بطر  إذن عليك خوف فبادر قبل أن تغادر والحق بالركب الذي ستستظل معه من حر جهنم

الحديث "قالتِ النَّارُ: رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فَأْذَنْ لي أَتَنَفَّسْ، فَأْذِنَ لَهَا بنَفَسَيْنِ، نَفَسٍ في الشِّتَاءِ، وَنَفَسٍ في الصَّيْفِ، فَما وَجَدْتُمْ مِن بَرْدٍ، أَوْ زَمْهَرِيرٍ فَمِنْ نَفَسِ جَهَنَّمَ، وَما وَجَدْتُمْ مِن حَرٍّ، أَوْ حَرُورٍ فَمِنْ نَفَسِ جَهَنَّمَ"

تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات / الأردن 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق