بقلم زكية كبداني
"أنا" أنّة لاجئٍ فلسطيني
غِبتُ عن الدارِ، والأرضُ التي سُلِبَتْ
تبكي، وفي كلّ جفنٍ دمعةٌ انسكبتْ
الشوقُ في القلبِ نارٌ ما لها سَكَنٌ
إلا الرجوعُ، ودفءُ الدارِ إن قُرِبَتْ
أمضي على جرحيَ الممتدّ في زمني
كأنّني وطني المنفيّ ما غُرِبَتْ
أحنُّ لطفلٍ غفا فوق الركامِ، وكم
نادتْه أمٌّ، ولكنْ ما به نَبَتْ
أحنُّ لزيتونةٍ شابتْ على قممٍ
ولرغفِ خبزٍ حلالٍ في يدٍ نَشَبَتْ
خبزٍ صَنَعتْه يدٌ من صبرِ مخيّمةٍ
ما خانَها الجوعُ، بل في الجوعِ قد كَسَبَتْ
في غزةٍ، الطفلُ إن صاحَتْ مدافعهُ
ظلّتْ على الأرضِ أرواحٌ لها رُتَبُ
لا الموتُ أخزاهمُ، لا القصفُ أرعبهم
بل كلُّ جُرحٍ على أكتافهم كُتُبُ
يا قدسُ، ما زلتِ في عينِ المُصلّيـنا
نورًا يُضيء، وإن طالتْ بنا الشُهُبُ
في كلّ مفتاحِ دارٍ حُلمُ عائدِنا
وفي الشتاتِ، لحقّ الأرضِ نَحتسبُ
يا نكبةَ الأمسِ، ما زالتْ مصائرُنا
في قبضةِ الظلمِ، والأبوابُ ترتجِبُ
لكنّنا سوف نأتي، لا يُقيّدُنا
قيدٌ، ولا يُسكتُ الآهاتِ مُغتَصِبُ
فلتشهدِ الأرضُ، أنّا لا نبيعُ دمًا
ولا نُبدّلُ حقًّا، في الورى ذهبُ
سَنبقى وإن ضاقتِ الآفاقُ، منتظرين
فاللهُ وعدَ، ووعدُ اللهِ مُقتربُ
سَتُزهِرُ الأرضُ، إن نادى بها ولدٌ
“قد عُدتُ يا دارُ، فافتحْ لي، أنا الغَرِبُ”
سنرجعُ، الأرضُ تعرفنا، وتَحفظُنا
كأنّها الأمُّ، والأبناءُ قد ذهبوا
وترجعُ الراياتُ في الأقصى مرفرفةً
ويبتسمُ الضوءُ، والتكبيرُ يَنسكبُ
موعدُ نصرٍ، بوعدِ اللهِ ننتظرُهُ
وأنتمُ في سباتِ الغفلةِ، ارتابوا
18/04/2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق