السبت، 6 نوفمبر 2021

التنمر التكبر/رائعة أحمد المرشدى مجلة روائع الشعر والنثر وفرسان الحرف

 التَّنَمُّرُ ... التَّكَبُّرُ .........


مَنْ ذا الَّذي يَتَنَمَّرُ يَعْتَدِي على غَيْرِه

فَقَدْ يَأْتي يَوْمٌ يَضْعَفُ فيُسْتَأسَدُ عَلَيْه

فَمَنِ اِسْتَصغَرَ قُوَّةَ غَيْرِه الدَّهْرُ يَهْذِبُه

إنِ اِسْتَهَانَ بِصَمْتِ اِمْرِئٍ لِيَأَخُذَ حِذْرَه

 

يَوْمٌ تَهُبُّ الرِّياحُ بما لا تَشْتَهي سُفُنُه

يتَنَمَّرُ علَى النَّاس لِيُغَطِّيَ أسْرارَ ضُعفِه

هُوَ المَغْرُورُ يَتَقَوّى يسْرِقُ ما لَيْسَ لَه

في تَبَاهٍ تَكَبُّرٍ لا يَرَى أحَدًا إلاَّ نَفْسَه


لِمَ التَّنَمُرُّ فَيَرْتَعِشُ إذا فِيروسٌ أصَابَه 

 سَيَرى بَعْدَ مُرورِ العُمْرِ سَيَبْقى وَحْدَه

مَنْ أسَاء كَثِيرًا إلَيْهِم لَنْ يَلْتَفِتُوا نَحْوَهُ

حَصادُ ثَمَرَةٍ زَرَعَها عَلى أرْضِ حَياتِه


كَيْفَ يَعْتَدي على كَرامَة مَنْ دَنا مِنْه 

أفَلا يَعْلَمُ أنَّ الإدْمانَ المُفْرِطَ يُدَمِّرُه

إذا تُرِكَ الغُرورُ الهَدّامُ طَلِيقًا يَمْتَلِكُه

 فَالنِّهايَةُ طَريقُ أمْكِنَةٍ قاحِلَةٍ يَسْلُكُه


التَّطاوُلُ علىَ الحُقوقِ وَخِيمَةٌ عاقِبَتُه

سَيَأْتي يَوْمٌ على حاصِلٍ لا نَدَمٌ يَنْفَعُه

 لِيتَذَكَّرَ أنَّ أصْلَهُ تُرابٌ ثُمَّ إلَيْهِ مَرْجِعُه

لَيْتَ ذاك المُتَنَمِّرُ الجاهِلُ يَعْلَمُ جَهْلَه

  

أقْنِعَةُ الدَّهْرِ إنْ كَثُرَتْ لَن تَسْتُرَ أنانِيَّتَه 

لَكِنَّ سُقُوطَها واقِعٌ كَالنَّخْلٍ مِن مُنْخَلِه  

كَأَنَّ أحَدًا صَوبَ بَحرِ الشَرِّ يَدْفَعُ قارِبَه

التَّواضُعُ يَسْتُرُ كُلَّ العُيُوبِ لِيَزِنَ كَلاَمَه


قِيلَ الزَّمَنُ شَدِيدُ الغَدْرِ تَجَّنَّبْ اِنْتِقامَه

إِنْ أنَسَ العِيشَةَ في الرَّغْدِ تَلَذّذَ أيَّامَه

فإنَّ ما يُضْمِرُهُ الغَدُ لَنا لا نَعْرِفُ مَآلَه

فابْعُدْ عَنِ التَّنَمُّرِ و لا تُصاحِب أهْلَه   

طنجة 05/11/2021

د. محمد الإدريسي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق