بسم الله الرحمن الرحيم
مقالة
{{...كَذِبٌ بالألوان...}}
{الْكَذِبَ }:-
الكذب لم يعد كما كان زمانا، الآن لا يخلو منه مكان، وينشر الويل والثبور في جميع الأركان.
فإن قلت لك أن الكذب بعدد ألوان قوس قزح وأكثر فصدق ذلك ولا تعتبره مزحا فقد كان
لأن الكذب مطية ألسنة الكذابين الأفَّاكِينَ, ومحط أنظار المُعْجِبٌين، المُتَشَدِّقٌين االْمُتَفَيْهِقين
{الْكَذِبَ}:-
الكذب بكل الألوان أبيض وأسود, وغش واحتيال ومنه نصب وافتراء، ومراوغة وخداع وبهتان وتزوير, يحتاج إلى حجج وأعذار واهية ,وتسويف وتخويف ومماطلة ,وخلف وحلف ووعد وخيانة وقلة أمانة وأتمان فهذا افتراء الكذابين, فإذا حدث الكذاب كذب, وإذا وعد أخلف, وإذا أؤتمن خان...،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:-{آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاثٌ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ}
:-{{الْكَذِبَ}
الكذب له رجال ونساء كذابون متمرسون, ومزورون محترفون, ونصابون مراوغون وغشاشون مفترون, ومحتالون مماطلون وخائنون مخادعون مهادنون، فلا يغيرك شكلهم وصورتهم فهي تتغير مع كل حال
{الْكَذِبَ}:-
الكذب على لسان الكاذب داء ,فكم من عرض نهشه ,وكم من سر كشفه ,وكم من قبر على صاحبه نبشه وكم من ستر غافلة خدشه
{الْكَذِبَ} لم يعد كما كان زمان ,كذب شخص أو أشخاص معدودين مدلسين أو مجموعة بشرية محلية مفلسة من كثرة الكذب، مكشوفة معروفة بقلة الأدب يشار اليها بالبنان، الآن الكذب مهنة
{الْكَذِبَ}:-
الكذب الآن ترعاه وتقوم عليه دول عظمى وتضع له ميزانيات مالية وله استراتيجية إعلامية مركزية يديرها عناصر ومحافل سرية وعلنية وهيئات ظاهرها خيرية وباطنها شر وبلية وعصابات جهنمية استخبارية تزيف الحقائق بطريقة مثالية, ولها مواقع اتصالات وتُعمل دراسات في كل نوع من الاختصاصات المحلية والدولية بشكل دوريات يومية وشهرية وسنوية من قبل لجان كذابين مخططين مهرة محترفين،،،،،،
{الْكَذِبَ}:-
الكذب والكذابون لهم مدارس مميزة خاصة بهم، ولهم مؤسسات قوية في دول مهيمنة معنية تقوم تحت غطاء مشاريع تنموية ومستقبلية ولهم إذاعات محلية ودولية، وفضائيات ومراسلون كذابون مراوغون مدلسون مهمتهم الكذب وإخفاء الحقيقة رسالتهم إطلاق وبث الإشاعات وخلق جميع أنواع الكِذب ونشره ومن يحاسبهم ؟
{الْكَذِبَ}:- الكذاب المحترف بدأ بداية بسيطة متدربا ثم أزداد تجربة بتحري الكذب وسعى جهده بالتفتيش عن الكذابين المتخصصين ، وينتهي به المطاف والحال كذابا مفتريا محترفا مدربا للكذابين وصاحب خبرة طويلة ومرجع لكل الكذابين في محيطه ومستشارا عالميا لكل الكذابين ومشرفا عاما، حتى يتم اختياره وترقيته في أماكن مرموقة ورواتب مجزية، وهو معروف على رؤوس الأشهاد كذاب نصب لا دين ولا خلق
{الْكَذِبَ} :-
حرفة ومهنة وصنعة الكذابين, وتسول وابتذال المنتفعين, وتجول وتحول من حال الى اسوأ حال في الدرك الاسفل في وحل الكذب والكذابين.....
{الْكَذِبَ}سهل على ألسنة الكذابين فالكاذب إذا كذب مرة يسهل عليه الكذب كل مرة وألف ألف مرة على مرة.
{أَيُّهَا الكَاذِبٌ}حْذَار لسانك حصانك إن صنته صانك وإن خنته خانك إذن أحفظ لسانك فهو حصانك ولا يكن حمارك؟؟؟؟؟؟؟
{أَيُّهَا الكَاذِب}
لِسانُكَ لا تَذكُرْ بِهِ عَورَةَ امرئٍ***فَكُلُّكَ عَوراتٌ وللنّاسِ ألسُنُ
أذن عورتك يا كذاب مكشوفة، وللناس ألسن معروفة، محفوفة مسنونة كسكاكين الجزارين أحرص يا مسكين أن يصبك سكين....... عندما قالوا لا تصدق كل ما تسمع، وحتى كل ما ترى وتشاهد بعينك ،فقد كثر الدجل والكذب، وما نسمعه أو نشاهده ضرب من الخيال والافتراء...قال تعالى" ... فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ" إذن الكذب مهارة وتزييف، أكذب كذبة وروج لها بعدة وسائل ومولها وأنشرها على نطاق واسع فإن وجدت لها سوقا فسوقها فالكثير يربح عليها...على خلاف الحقائق العلمية التي تعتمد العقل والتجربة والنتائج.... خذ مثال من الواقع بلد مثل العراق دمر عن بكرة أبيه من وراء كذبة امتلاكه سلاح نووي ،وبعد فترة أنفسهم الذين قتلوا شعبه اعتذروا بعذر أقبح من ذنب، كنا وأهمين آسف أين تصرف بعد ما وقعت الفأس بالراس عمدا وقصدا وإصرارا ...
{أَيُّهَا الكَاذِب} الكذب وصمة عار في جبينك ,وعيب على من يكذب ,لأن الصدق ملحة صدق الصادقين ,والكذب لا يفسد إلا ألسنة الكذابين ,والعيب كل العيب يعود على كل الكذابين المندسين
{أَيُّهَا الكَاذِب} حِذارِي لسانك صنه فلا يفشي أسرارا ولا يسرد أخبارا ولا يقطع أرحاما فكم من مصالح عطلها وكم من نساء طلقها ،وكم من أطفال شردها وقتلها, وكم من فتاة عفيفة غافلة أُتهمت ثم قتلت ووئدت بلسان كذاب, وكم من أسر فرقها وفتنها, كل ذلك بسبب ألسنة عفنة كذبت وافترت، وأرتقى الكذاب درجات فكم من دول وشعوب ومدن وحضارة دمرها ثم أعتذر هذه صفاته وسوء أخلاقه يبدأ كذبا من الصفر إلى القمة حتى يدمر الأمة...
{أَيُّهَا الكَاذِب} ثكلتك أمك إن لم تعلم أن حصائد لسانك يوقعك على وجهك ويمرغه في التراب أشنع من مراغة الحمار الذي أكله الذباب ،،،،،،،
{أَيُّهَا الكَاذِب} هل سمعت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم{كَبُرَتْ خِيَانَةً أَنْ تُحَدِّثَ أَخَاكَ حَدِيثًا هُوَ لك به مصدق وأنت له به كاذب}
{أَيُّهَا الكَاذِب} الكذب أصبح من خلالك له أعياد ومواسم سنوية واحتفالات تافهة تحت مسميات ثقافية ومهرجانات شعبية ورسمية تعقد في كل حين احتفاء بالكذب والكاذبين يلقون الخطابات بين تصفيق ووقوف وجلوس احتراما واجلالا للمكذبين (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ)المفترين،،،،،،
تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات / عضو اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين