بسم الله الرحمن الرحيم
قبس من نور
"وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ..."
الإيثار أن تقدم الخير للغير تفضلا على حاجة نفسك الضرورية طلبا للأجر والثواب من الله، وهو يعد فن من فنون ابتكار طرق الخير للغير في افادة المحتاج واغتنام الفرصة المناسبة قبل فواتها في عمل المعروف وأفضلها في أحلك الظروف وهذا هو موضع الاختبار والامتحان
قال الله تعالى "...لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ"آية 10 الحديد
من أعظم ما قرأت من أحاديث الإيثار:-
أن رجلا من الأنصار استضاف ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال لزوجته أكرمي ضيف رسول الله ﷺ،
فقالت: ما عندنا إلا قوت صبياني،
فقال: هيئي طعامك، وأصبحي سراجك، ونومي صبيانك، إذا أرادوا عشاء، فهيأت طعامها، وأصبحت سراجها، ونومت صبيانها، ثم قامت كأنها تصلح سراجها فأطفأته، فجعلا يريانه أنهما يأكلان، فباتا طاويين،
فلما أصبح غدا إلى رسول الله ﷺ، فقال ﷺ: ضحك الله الليلة من فعالكما "
فأنزل الله "وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ" آية 9 الحشر
شاهدنا مشاركة بعض المخلوقات بجهدها الفطري في غزة وهي تجر العربات وتنقل الأموات وتسعف الجرحى، فهل هي أولى من في ذلك ما نراه بأعيننا ونسمعه بآذاننا ونلمسه في جوارحنا وشعورنا مما يتفطر له القلب بالليل والنهار من مظاهر الجوع والمرض والقتل والهدم والبكاء والفقد وحال الشيوخ العجز والرجال التي تبكي ولا يحرك فينا ساكن ...
ونحن نضحك ونلعب ونلهو ونأكل ونشرب ونسهر وننام الليالي الطوال أما آن أن نؤثر هؤلاء على أنفسنا بالقدر الذي نخفف من معاناتهم وآلامهم قدر الإمكان...بلى قادرين ولكن ننتظر المعجزات تتحقق من الله لهم
قال الله تعالى"...وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ" آية39 سبإ فهم أحوج ما يكون للمساعدة بجميع أنواعها فلا تبخلوا عليهم بالله عليكم، وقد سارع أهل الخير في تنويع المساعدات لهم بطرق وفنون شتى جزاهم الله خيرا فقد طال أمد الحرب الظالمة على أهل فلسطين وغزة...
ومن هذا الباب وطلبا للأجر والثواب أن نجعل يوما واحدا نمنع فيه بطوننا الملأ أصلا ونقدم لهؤلاء المحتاجين الفقراء الذين أقعدهم الجوع عن الحركة وماتوا على الأرض والتحفوا السماء قال الله تعالى "... قَالَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ لِلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَنُطۡعِمُ مَن لَّوۡ یَشَاۤءُ ٱللَّهُ أَطۡعَمَهُۥۤ إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا فِی ضَلَـٰلࣲ مُّبِینࣲ" آية 47 ياسين
لنجعلهم لهم من أيام العرب وأعيادهم الوطنية وهي كثيرة نصرة وإطعاما وشفقة...
"ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ" آية 8 التكاثر
تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات/ الأردن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق