الجمعة، 2 أغسطس 2024

قبس من نور/د احمد محمد شديفات مجلة روائع الشعر والنثر وفرسان الحرف

 بسم الله الرحمن الرحيم

قبس من نور

"... إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ ..."

هذه الآية الكريمة 40 من سورة التوبة " إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"

آية رسمت حركة كاملة موجزة واضحة عن هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم ومنه كان للخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه نظرة ثاقبة في جعل الهجرة مبدأ تاريخ الدولة الإسلامية بناء على أن من معطيات البعثة النبوية الهجرة وبعث الرسالة ...

في نظرة عميقة تجد أن الهجرة هي طريق الرسل ولله المنة والفضل على هذه الأمة أن رسولها محمد صلى الله عليه وسلم رغم كل المصاعب والعقبات فقد كانت منح له في النجاة والهجرة والخروج سالما نحو أفق فسيح لنشر الرسالة للعالم أجمع...

رحلة الهجرة صاحبتها العناية واللطف والحنان الرباني رغم تكالب وتكاتف المشركين للنيل من جناب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، فقد وقع الكفرة في حيرة وتردد  بين قتله ومنع هجرته فكانت الغلبة لله ورسوله دون أي أثر وفضل لهم يذكر في هذا السبيل لا بل كان سُّبَّةُ عار على الكافرين في عدم نصرتهم صاحب الرسالة.

والذي بان وظهر للعيان منع أي إنسان التدخل في موضوع الهجرة البتة حتى يكون الفضل لله وحده لا شريك له، تمت الهجرة بسلام بدون تجييش فهاجر النبي صلى الله عليه وسلم وحده يرافقه صاحبه الصديق رضي الله عنه،

وقد حيكت كافة الخطط العدوانية ووضعت الإغراءات المادية للاحق بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وكلها باءت بالفشل بأمر الله وعونه...

فقد جاءت الآية الكريمة على ذكر وتعداد أسباب النجاة فسمي نصرا وتشريفا وتعظيما وتكريما للنبي محمد صلى الله عليه وسلم  من الله عزوجل،

فبعد أن أثبت الله لنفسه الهيمنة والقوة والنصر لرسوله ، ونفاه عن المشركين ووصمهم بالكفر وتعريتهم على موقفهم المخزي المشين بإخراج الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة

فكان من أسباب التأييد خروجه صلى الله عليه وسلم وقد طمأن صاحبه قائلا لا تحزن إن الله معنا، وأنزل الله على رسوله السكينة، والاهم من ذلك كله- أيده بجنود لم تروها- وهذا دَيْدَن تأييد المؤمنين في كل حين طالما هم في طاعة الله...

قال الله تعالى "وَلَقَدْ نَصَرَكُمْ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنْ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ * بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنْ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ * وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ"من آية 123-126 آل عمران

إذن الله ناصر رسوله وأهل الأيمان في حال استنفذت كافة الوسائل وضاقت بهم الدوائر وتكالبت عليهم المصائب وزحف الأعداء نحو اتجاههم من كل حدب وصوب،

وهذا ما نتوجه به إلى الله بالصالحات من أعمالنا وأقوالنا وأحوالنا التي ترضي رب العالمين أن ينظر بعين الشفقة والرحمة واللطف والحنان لأهل غزة وعموم فلسطين والقدس الشريف بالنصر المبين كما نصر سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم أنه على ذلك قدير ووليه

" إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ" آية 82 ياسين

"وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا" آية 7 الفتح

تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات/ الأردن


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق