أتوقُ إلى التّمدُّنِ في بِلادي
سأرسمُ بالحروفِ جُنونَ فكْري***وأرْجُمُ بالمعاني من ليـــــــــس يدْري
ستعبرُ صرْخَتي كلّ الضواحي***لتَلْعنَ من تورّط في اخْـــــــــتصاري
ولنْ أقفَ انتـــــــــــــظاراً في صُفوفٍ***تجمّدَ خطْوُها خلْف الجَـــواري
وجدتُ الفجْــــر في لغتي صباحاً***وطيرُ الرّوْض أغْـــضبَهُ انْتــظاري
وكان اللّيلُ يحْتـــــــــضرُ احتضاراً***غداةَ تقـــــدُّمي برُؤى ابْتـــكاري
حمــــــلتُ الأحْرُفَ الخرْساءَ نثْراً***وبالقلم انصرفتُ إلى اخْتــــــياري
فطوراً أقْرضُ الأشعارَ قرْضاً***وأركــــــــبُ تارةً موْجَ البـــــــــــحارِ
أنا الإنسانُ أبْحـــــــــــثُ عن حياةٍ***يكونُ بها التّفكّرُ في اعْتـــــــباري
أتوقُ إلى التّـــــــمدّنِ في بلادي***وأرفضُ أنْ أُعامَلَ كالحـــــــــــــمارِ
وأطمــــحُ في الذهابِ إلى فضاءٍ***تكونُ به الحضارةُ في انْتــــــظاري
فلا والله لنْ نصلَ المــــــــــعالي***وهذا الشّعبُ تنْهشُهُ الضّـــــــواري
سَئِمْتُ الحُلْمَ في الأوْطانِ لمّا***وجدتُ النّاسَ قد ألِفوا المَـــــــــــجاري
وكدتُ أُجنُّ حُزْناً واكْتــــــــــئاباً***فحاولتُ التّخلّص بانتــــــــــــحاري
وفي الظّلماء تنطفئُ المآقي***وتنعدمُ النّزاهـــــــــةُ في الــــــــتّباري
فيا أهلَ المــــــعارفِ في بلادي***لماذا نحنُ نفْـــــــشَلُ في الحِــوارِ؟
نعى نفْسي إليّ من اللّيالي***تواصلهنَّ في وسط النّـــــــــــــــــــــهارِ
ومالي عشتُ مشْغولًا بانْحطاطٍ***تغلْغلَ في الصّغار وفي الــــــــكبارِ
أما في السّالفين لنا اعتبــــارٌ؟***أجيبوني فأنتمْ بالجــــــــــــــــــــوارِ
فأفـــــضل ما يريحُ النّاس علمٌ***به الألبابُ تنجحُ في المـــــــــــــسار
وأقبحُ ما يُهينُ الخلْقَ جــــهلٌ***سيــــــــــــــنْقلُهُ الكبارُ إلى الصّـــغارِ
محمد الدبلي الفاطمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق