غزة....6
فجرٌ بلا نورٍ يطل على الشوارع يا رفح
ساحة الأحزان ..
تمتد ليلاً ونهاراً
والموت يأتى سراً..جهاراً
كيف انحدرت إلى العدم
وتغرقين فى اللهب وفى الحمم
من أين تهبط يا قدر ..؟!
على الصغار الآمنة
أي أيامٍ شقية ..
أي ريحٍ خائنة
ماذا تبقى يا رفح ..!؟
غير ريحٍ عاتية ..
غدر الأحبة و الصحاب
تركوكِ ..وحدك ..تنزفين
الحب كان بلا جذور ..!
أم كنت من نسل السفاح ..؟!
يا أورشليم..هل تسمعين
أنين غزة ..وتشهدين
هل تشمين الدماء
أم مسك الشهادة ..
أين المسيح المنتظر ..
من دَنسِك ..و من غدر .؟!
أهل البيادة ..والعبادة
الساجدين للصنم..
أهل العقال..الراكعين و الغنم
لا صلاة على الشهيد
لا عزاء ...فلا نغم ..
قلب العروبة ..هل صدأ
نجم العروبة ..هل صبأ
لِمَا يشرب الزيتون من بئر الدماء
و الطين لم يقربه ..ماء
يا أرض غزة ...إلى متى ..؟!
كم شممتِ..وكم ضممتِ..؟!
النسر عفَّ عن الجثث
القبر ضاق من الجثث
الليل مل من الآهات و الدماء و الأنين
ظلماء..غزة ..ظلماء ..
نهر العذاب يفيض يا أرض الدماء
ريح الوهن والذل تهفو
كل يوم
وتضج من أيامنا
و تدق أجراس النهاية
تنعى البطولة ..والرجال
صُلِبَ الأمان على الشوارع
جاءنا الدجال من نهر العذاب
هل كفرنا ..ربنا
أم قتلنا الأنبياء ..؟!
أين يا دين" محمد"....
أين صوت الأولياء .. ؟!
الليل يأتى...بانكساره
و العمر يبكى ..فى اندحاره
الطفل ودَّع أمنياته ..
يبكى ينوح مع آهاته..
صدي الحنان ..لن يعود
قصفٌ ...رعود
كل ما جئنا به ..بعض الوعود
أن يسكت الجلاد ..ساعة
أن يحسن الجلاد ذبحه .
أن يحِن الأمريكان ..
هذي هدايا الأمريكان ..
لكل طفلٍ ...قنبلة
و رصاصةٌ ...لكل أنملة
يا أيها الصمت المكبِّل للرجال
إلى ...متى ..؟
لم يبق شئ
لم يبق ..شئ
إلا ظلالٌ جائعة
و حناجرٌ خرساء..
تنعى العروبة الغائبة المستغربة...
لم يبق شئ ..إلا المدى
و الحطام و الركام والعفن
بخلوا يا غزة ...بالكفن..
بخلوا يا غزة ...بالكفن
أين الأمل ..كيف الأمل
فى ذات يومٍ...نرتجيه
حتى الرغيف ..تشتهيه
يا لعنة الأيام صُبِّى
بدم السكارى ...أغنيات
لم يسمعوا صوت الرصاص
تعودوا ..صوت البلابل والنغم
قد يصحو من ..نوم القبور
اصرخى.....ليلٌ عبر
موتٌ صبر
غصنٌ ذبل
كل الغصون ...ذابلات
تنبت لنا ...حزناً ...آهات
دم الزيتون يعتصر التراب
يسقى القتيل ..الصبر ..
والساعة البلهاء ..تعلن
تسعة ..شهور ..
و أنت يا غزة ..وحيدة.
تبعثرت فيكِ الآمال..
تغيرت معك الرجال
مسخ العروبة الغائبة
لا نورُ يبدو فى الأفق
ولا أكفٌ ضارعات..
الحب كان بلا جذور
والعروبة مؤنثة ..
أم العروبة ...مخنثة..
لعنة الأيام فاضت
في بطء النهار ..على الخراب
على الديار
على الرجال الواقفين على الحدود ..
يشاهدون المسرحية
متى النهاية ..
المسرحية ..شيقة
صرت يا غزة ..فصولا ضيقة
يا بلبل الأحلام رفرف على خير الجنود ...حيِّ العلم
صقر العرب ..نام فى وسط العلم .
رفرف على غصنٍ زوى
من الهوى ..ذاب الرجال
يا خير اجناد البسيطة ..
يا جند العرب ...
كلمة ..بسيطة ..
إلى متى ..إلى ...متى
طبرق..يونيو 2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق