الخميس، 13 يونيو 2024

اني مغلوب فانتصر/د احمد محمد شديفات مجلة روائع الشعر والنثر وفرسان الحرف

 بسم الله الرحمن الرحيم

قبس من نور

"... أَنِّی مَغۡلُوبࣱ فَٱنتَصِرۡ..."

هذه حال قوم نبي الله نوح عليه الصلاة والسلام مع قومه عنادهم وإعراضهم عن الإيمان بالله صورة قرآنية باقية في الذهنية البشرية لدى المؤمن والكافر على حد سواء في إيجاز وإعجاز دليل قدرة الله ونفاذ صبر نبي الله نوح بعد مدة طويلة لا مثيل في تاريخ الحياة البشرية ودعوته لقومه وإصرارهم على الكفر...

والآن نترك الآيات تنقل الحدث بنفسها مع حركتها الواقعية :-

فَدَعَا رَبَّهُۥۤ أَنِّی مَغۡلُوبࣱ فَٱنتَصِرۡ ۝١٠

فَفَتَحۡنَاۤ أَبۡوَ ٰ⁠بَ ٱلسَّمَاۤءِ بِمَاۤءࣲ مُّنۡهَمِرࣲ ۝١١

وَفَجَّرۡنَا ٱلۡأَرۡضَ عُیُونࣰا فَٱلۡتَقَى ٱلۡمَاۤءُ عَلَىٰۤ أَمۡرࣲ قَدۡ قُدِرَ ۝١٢

وَحَمَلۡنَـٰهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلۡوَ ٰ⁠حࣲ وَدُسُرࣲ ۝١٣

تَجۡرِی بِأَعۡیُنِنَا جَزَاۤءࣰ لِّمَن كَانَ كُفِرَ ۝١٤سورة القمر

ها هي نصرة الله وتأييده يأتي بعدما أن أنكشف عن وجه العالم الكالح القريب والبعيد عن الظلم والعدوان والقتل والتشريد والدماء والتدمير وتعطيل الحياة والمعتدي الغاشم يصول ويجول يقتل العزل من النساء والأطفال ويحرق في كل مكان وزمان ويمنع الطعام والشراب ونداءات وصرخات دون إجابة وغوث...

وقومنا في سبات عميق في لهو وتفاخر وزينة وبكاء ودموع التماسيح وطعام وشراب وحفلات حمراء وترى الناس سكارى وهم فعلا سكارى ...كنا نصلى على جنائز الشهداء حتى مللنا وتركنا الأمر حتى ظننا أنه لا يعنينا،

ففي زمان مالك بن الريب عندما عرض عليه سعيد بن عثمان الجهاد أو حلب النوق وهو صعلوك قال أهتز نخوة وعزة وشرف في أبيات منها :-

وَإِنّي لأَستَحيي إِذا الحَربُ شَمَّرَت... أَنِ ارخيَ دونَ الحَربِ ثوبَ المُسالِمِ

ارخينا كافة سراويلنا وبانت عورتنا...  وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ...فقد ورد عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ ، وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ) هكذا هي دنيانا اليوم لا نسأل عن الحرام لا في بيع ولا شراء وفتحت علينا التجارات من الصين والهند وتم عقد الصفات على منصات التواصل بواسطة الذكاء الاصطناعي وها نحن نغرق دون منقذ..." وَإِن نَّشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ وَلَا هُمْ يُنقَذُونَ "43 ياسين

"قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ" آية 1 المجادلة

الله جل في علاه سمع قول امرأة تجادل الرسول صلى الله عليه وسلم في زوجها فكيف بأمة تشهد أن لا إله إلا الله محمدا رسول الله قتل أطفالها ونساءها ودمرت بيوتها ومستشفياتها ومدارسها ومساجدها وتكالب عليها القريب والصديق والعدو الدود... ولا معين لهم إلا الله كرر الجميع مقولة نوح عليه الصلاة والسلام

... أَنِّی مَغۡلُوبࣱ فَٱنتَصِرۡ ...

تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات/ الأردن



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق