(نائحة)
مهلا بالوداع فجراحنا فيك غائرة بارقة
مهلا ياسيد الشتيمة اللائقة
فقد جفت الشطآن
وتيبست عروق دجلة والفرات
بانت جذوره وسرادقه
بجفاف شفتيك الناطقة
يا عملاق الشعر والكلمة الصادقة
يا كلمة الحق بوجه السلاطين الظلمة الفاسقة
ياصفحة العراق المضيئة اللامعة المشرقة
يا قامة الأدب المعاصر وماسبقه
هو النواب بغير الحق لم يتفوه أو ينطقه
هو صرح الجهاد والجروح النازفة المصفقة
هو توأم الضيم والغربة له وصف متلاصقة
يومئ اليك العراق بالوداع من غربه حتى مشرقة
أفنيت عمرك مغتربا بين البلدان
فكنت انت البلاد اينما تحط رحلك تعانقه
وداعا وكلمات الوداع فيك بعبراتها مختنقة
وداعا أيها البحر الذي ليس له ساحل
تُحار فيك الشموس فلا تغرب في أفقه
وإنما كانت فيك مستغرقة
وكذا الجبال يانواب كانت ببحر شعرك غارقة
وحيثما كان للثورة زيتٌ
تكون له أنت الصرخة المدوية الحارقة
حزينة هي النخيل لفراقك تنحني
وكذاك فدجلة اسدل كفتية وسالت دموعه متلاحقة
وجفت مآقيه حزنا عليك
فكان كجفنيك الغريبتين حينما اسدلتها متلاصة
أبا عادل لقد اخترقت جدران القلوب
بلذيذ شعرك وخمر جراحك المعتقة
للموت اسلمت روحك المعاندة العاشقة
فسلام على قلبك من العراق
لعراقيتك الغريبة العبقة
وسلام على صوت العراق
من بعد صوتك كأن شفاهه صفراء صامتة مطبقة
وسلام على دوي الكلمة فيك الناطقة
علي المرقال 2022/5/21
في رثاء الجبل الأخضر مظفر النواب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق