بسم الله الرحمن الرحيم
من هدي النبوة
"... فَلْيَقُلْ خَيْرًا أوْ لِيَصْمُتْ..."
هذه جزئية من حديث طويل رواه الأمام البخاري رحمه الله اقتطفت منه هذه الزهرة
"... ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أوْ لِيَصْمُتْ" دعوة نبوية لضبط سلوكيات البشر وفق منهج قويم من خلال التصرفات اليومية والتفاعلات والمعاملات تسمع وترى الشيء الكثير فلا تتعجل ليس مطلوبا منك إصدار الأحكام والإفتاء فقد دعا صلى الله عليه وسلم إلى زيادة الألفة والمودة والمحبة بين البشر بالأيمان بالله وطلب الثواب في اليوم الآخر،
ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال "كونوا دعاة صامتين " فلا تتكلم إلا فيما يعنيك ولتكن قدوة في أفعالك وأقوالك وحركاتك للآخرين ،
وقيل كان تاجر في بغداد يبيع في متجره الثياب وكان أحدها معيبا فذهب التاجر لبعض حاجاته فلما عاد سأل أحد عماله عن الثوب فقال بعته لرجل يهودي بمبلغ كذا فقال أخبرته عن العيب الذي فيه فقال أنه يهودي! فقال التاجر إلى أين ذهب فتبعه وقد رحل خارج المدينة ولحق به بعد جهد وتعب فوجده فقال أنت من اشتريت الثوب فقال نعم فقال له أن فيه عيب كذا فهل تقبله بما دفعت به من ثمن أو ترده، فقال له اليهود أصلا أنا اشتريته بدراهم مزيفة ودفعتها لعاملك ، أما أنت ما الذي دعاك أن تلحق بي كل هذه المسافة حتى تخبرني عن العيب به قال إيماني بالله، عندئذ شهد اليهود أن لا إله ألا الله وأن محمدا رسول الله فأسلم ...هؤلاء هم الدعاة الصامتون، سقت هذا الكلام كله على تلك الاختلالات والإصدارات بحق شيرين نصري عاقلة وتكذيب البعض والرد والتجريح واصبحت ساحة مناوشات ومهاترات وأخذ ورد بين كثير من هؤلاء والبعض منهم متكأ على أريكته أو أخذته سنة بين اليقظان والنائم في تاسع حلم نحن لا ننتظر منك دعواتك بأي صفة كانت ولست وكيلا في الأرض تغفر وترحم لمن تشاء، السؤال الذي يمكن أن نطرحه عن شيرين التي نتابعها ويعرفها منا الكثير وهي تقدم أخبار من قلب الحدث ومن بين الرصاص الذي غدرها من قتلة الأنبياء الا يحق أن نقول لها الله يعطيك العافية لسنا نحن من نعطيها العافية نحن نطلب ربنا أن يكافئها وقد قتله اليهود غدرا، ولا ننكر لها ما قامت به من واجب مقدس
قال الله تعالى:-"مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ"32 المائدة، أليس لها حق الحياة ولا تقتل بهذه الطريقة المشينة عدوانا وظلما وبهتانا أليس اليهود هم القتلة وحقها أن تطالب القاتل بدمها أمام الله يوم القيامة ،
الحديث "مرَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ بامرأةٍ يومَ فتحِ مكةَ مقتولةٍ فقال ما كانت هذهِ تُقاتلُ ثم نهَى عن قتلِ النساءِ والصبيانِ" هذه تعاليم دين الإسلام
لماذا حشرت نفسك أنت في زاوية وثقب ضيق وأطلقت عنان التصريحات والتلميحات قال الله تعالى " مَّنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا..."
وأخيرا قصة الرجل من الأمم السابقة فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لَمْ يَعْمَلْ حَسَنَةً قَطُّ، لِأَهْلِهِ: إِذَا مَاتَ فَحَرِّقُوهُ، ثُمَّ اذْرُوا نِصْفَهُ فِي الْبَرِّ وَنِصْفَهُ فِي الْبَحْرِ، فَوَ اللهِ لَئِنْ قَدَرَ اللهُ عَلَيْهِ لَيُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا لَا يُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ، فَلَمَّا مَاتَ الرَّجُلُ فَعَلُوا مَا أَمَرَهُمْ، فَأَمَرَ اللهُ الْبَرَّ فَجَمَعَ مَا فِيهِ، وَأَمَرَ الْبَحْرَ فَجَمَعَ مَا فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: لِمَ فَعَلْتَ هَذَا؟ قَالَ: مِنْ خَشْيَتِكَ، يَا رَبِّ وَأَنْتَ أَعْلَمُ، فَغَفَرَ اللهُ لَهُ" فالرحمة من الله وليست من اختصاص البشر ،فالله يفعل ما يشاء ويقدر والله أعلم، ما عليك إلا أن تقل خيرا أو لتصمت عيرنا سكوتك بالله...
تقديم الدكتور أحمد محمد الشديفات/ الأردن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق